27‏/12‏/2009

27 ديسمبر 2008.. مضى عام.. وتبقى غزة شامخة

طفولة استثنائية






(لمثل هذا يذوب القلب من كمد .. إن كان في القلب إسلام وإيمان)

دائماً أقول إنه شيء استثنائي أن تكون طفلاً فلسطينياً؛ حيث يرضع الصمود والعزة ؛

لا تهدهده أمه في مهده الصغير بل يهزه قصف ترتج له جدران المنزل ؛

ولا تزيد أرجوحته التي يلعب عليها إلا عن أجزاء من أطلال بيوت كانت عامرة ؛

وما ألعابه إلا بقايا قذائف أو أشلاء صاروخ أخذ في طريقه شهداء وأحال بيوت ترتع فيها الحياة لصمت القبور

طفل في مدرسة لا جرس بها؛ فمدافع العدوان الغاشم تتكفل بتنبيهه أن درسه انتهى ؛

طفل أصقلته التجارب التي يشيب لها الولدان فلم تزده إلا صلابة وقوة وتحدٍ خضع له الجبابرة ؛

كلمات تنطق بها ألسنة صغيرة لكنها من القوة والصدق بحيث كانت المسموعة في العالم؛ فلا جدليات حول صراع حماس وفتح ؛ ولا حول الجدار العازل ثم الجدار الفولاذي ؛ كلمات تقف أمامها كل طاولات المفاوضات عاجزة، وتعري كل المزايدين وأصحاب الشعارات
كلمات أيقظت ضمير عالم كان في سبات لأكثر من 60 عاماً

طفل فيه قوة ألف جندي يدافع عن وطنه بحجر أمام أحدث آليات الموت؛ وفيه فصاحة ألف ديبلوماسي عارضاً قضيته العادلة

يفرح أقرانه في العالم بالألعاب النارية في الاحتفالات ؛ ويكون هو هدفاً لكل ما تفتقت عنه أذهان الشياطين من أسلحة تذيب أجسادهم الرقيقة

يتكلم عن الموت في حين لا تعرف شفاه أقرانه في كل العالم سوى حديث اللعب واللهو وبراءة الأطفال

براءة اغتالها الصهاينة لتكون خنجراً في أعناقهم الذليلة ؛ وليخرج من حطام تلك البراءة (صلاح الدين) جديد يذيقهم الثبور ويحرر الأرض المغصوبة ويعيد الأقصى إلى ملايين المسلمين الذين اكتفى السواد الأعظم منهم بمجرد تسليم راية الجهاد لأطفال في عمر الزهور..

ولم يخيب هؤلاء الأطفال الظن فيهم .. وتركوا أقلامهم ولعبهم ليمسكوا بحجارة تحدت دبابات المحتل

فيا كل طفل فلسطيني .. في غزة أو الضفة أو أي شبر في فلسطين الحبيبة الحرة بإذن الله تعالي:

هنيئاً لك شرف نلته في سنك الصغيرة..

وسامحنا -معلمنا الكبير ذي السنوات القليلة- أننا لم نتعلم من دروسك التي تقدمها يوماً بعد يوم




في غزة ..وفي جينين .. الجرح واحد.. والأطفال كبار أحرجت سنواتهم الصغيرة كراسي وعروش

11‏/12‏/2009

وتفقد الطير (2)

(ح ...ر... م )

في هذه المادة نجد لغتنا صاغت كلمات: حرّم – حرام- تحريم- وغيرها.. ومن بين الكلمات التي شاعت بين الشعوب العربية على اختلاف لهجاتها كلمة "حريم" في إشارة للنساء.. وقد أبت نخوة العربي إلا أن يضع نساءه ضمن الحرمات التي يجب أن تصان والتي يحرم على أي شخص أو شيء أن ينالها بما يسوءها.

وجاء الإسلام الذي حرر المرأة من كل ما يمتهنها فأقر تلك الصورة وزادها بما زانها ..
ورأينا كيف أن المرأة أصبحت هي الطير الذي كلف الرجل بتفقده ورعايته واحتوائه.. لا من باب التعالي وإنما من باب تحديد الاختصاصات بين الجنسين .. وهو أحد صور الميزان الذي أمرنا الله تعالى ألا نطغى فيه.


والسؤال التقليدي: يا كل من جعلك الله قيّماً على طيور.. هل تفقدت طيرك؟!

هل تفقدت حال المرأة الأولى في حياتك.. أمك؟ تلك التي كنت أنت –ولا تزال- فرخها الذي لا يكبر مع الأيام بل هو ذلك الطائر الصغير مهيض الجناح.. ولا تزال هي تقدم وتعطي دون انتظار لمقابل..
ولكن ألم يأن الأوان لتتفقد أنت طائرك الأكبر وتجاهد فيها –مع والدك- كما دعانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم؟؟
هل فكرت في أن تلبي احتياجاتها البسيطة حتى وإن أبت هي من فرط خوفها وحرصها عليك؟؟
هل حاولت مرة أن تساعدها على قتل الوحدة والملل إذا ما تقدمت في العمر؟
هل علمت زوجتك وأبناءك أن يبروا ذلك الطائر ولو بابتسامة؟
هل أدركت أن هذا الطائر آن له أن بيستريح بعد رحلات طوال كانت سعادتك أنت وإخوتك الهدف الأول منها على مشقتها؟

هل تفقدت طائرك الذي اخترته بنفسك ليكون شريكاً لك في أجواء الحياة.. زوجتك؟
وهل حاولت أن تقتل الخرس الزوجي الذي يصيب آلاف البيوت بعد أن تصبح الزوجة مجرد قطعة من الأثاث أو الأجهزة الموجودة بالمنزل سواء بضيق نظرتها للحياة الزوجية أو لأن راعيها لم يحاول أن يعاملها إلا كأنثى مهملاً العقل الذي كرم الله به بني آدم؟
وحتى إن كانت هي السبب فهل تفقدت طيرك –وأنت الراعي القيّم- لتعدل مسار رحلة السرب الذي تقوده أم تعاملت وكأن الأمر لا يعنيك بحال من الأحوال؟
هل فكرت في السبب الذي يجعل تاريخ الزفاف هو نقطة تحول بين مرحلتين: الأولى الخطوبة بما فيها –غالباً- من رومانسية وحب للحياة وتفاؤل وإشراق ؛ وبين الزواج وما فيه من عكس لكل ما سبق من سمات؟ هل تخيلت أنك ربما يكون عليك الجانب الأكبر من المسئولية في هذا الصدد؟ ولم لا وأنت قائد السرب؟
هل تفقدت طيرك بأن تمنح زوجتك أذناً مصغية لا مستهينة بأفكارها؟
وهل وضعت الاحتمال غير المستيعد بأنك إن لم تستمع لها فقد تبحث عن تلك الأذن خارج نطاق بيت الزوجية.. ولتكن من تكون تلك الأذن؟
هل تفقدت طيرك الشريك قبل أن تبكي على اللبن المسكوب الذي سيكون المرادف لبيت مدمر متهاوٍ؟

هل تفقدت طيرك.. أفراخك؟
هل اكتفيت بأنك تقوم بما تراه واجبك كما نرى في الصور الطبيعية الجميلة للطيور بالأب يسعى ليعود لعشه مطعماً أفراخه رافعي المناقير؟ هل ترى أن مهمتك تقتصر على ذلك؟ إذاً فلتراجع نفسك ولترجع لنفسك لكي ترجع لطيرك.
أين أنت من النبي الملك سليمان عليه السلام الذي لم تلهه مشاغله الجسام عن تفقد الطير واكتشاف غياب أحد صغارهم على كثرتهم؟
هذا نبي الله سليمان .. أما أنت فتزعم أن مشاغلك خراج المنزل مبرراً لغيابك داخله.. وهنا بداية النهاية.. ولتنظر بنفسك إلى طيرك الصغير وكيف صار حاله:
هل تفقدت طيرك لترى ابنتك في خروجها من المنزل؛ ماذا ترتدي، ومن تصاحب، وأين تذهب، وماذا تفعل؟
لن تعرف كل هذا بأن تعمل على مراقبتها مثلاً ..فأنت أكثر من يعرف أن من يريد أن يفعل شيئاً فلن يعدم الوسيلة وسيفعل ما يريد.. ولكنك ستعرف كل هذا إذا كنت أنت الصديق لهذه البنت.. إذا تلقت ملاحظتك على هيئتها وملابسها مثلاً على أنها ملاحظة من أب حنون غيور لا من فظ خشن مدعٍ الأبوة .. نعم .. إن لم تفعل فأنت مدعٍ الأبوة: فماذا رأت منك كأب لكي تصدق أنك تقوم بهذا الدور الآن؟
هل وجدتك حضناً دافئاً ترتمي فيه لتدرك أن هناك من يعينها في هذه الدنيا؟ هل وجدتك مهتماً بشئونها مهما صغرت؟ هل وجدتك ذلك الرجل الذي يربي ابنته على أنها ذات عقل وشخصية لا أن تختزل في كونها أنثى تدخل في دوامة المحظورات والقيود التي تفرض خوفاً من مجهول لن يأتي إلا في غياب أو تغييب عقل الصغيرة؟

هل تفقدت طيرك ابناً وزوجاً وأباً لمن أسماهم رسولنا الكريم بالقوارير بل وأوصانا بالرفق بهن؟
هل تفقدت نفسك قبل أن تتفقد طيرك لتدرك أن الله منحك القوامة لا لتتعالى بها أو تتعامل بسطحية وإنما لكي تؤدي رسالتك في الكون؟ رسالة مفادها أن البيت هو المؤشر الذي يبين مسار المجتمع بأكمله فإن صلح البيت الصغير فأبداً لن يجد السوس مكاناً لينخر قوائمه المتينه.

10‏/12‏/2009

ألا يا طفل لا تكبر



ألا يا طفلُ لا تكبرْ..

ألا يا طفل لا تكبرْ..
فهذا عهدك الأغلى.. وهذا عهدك الأطهرْ
فلا همٌّ ولا حزنٌ.. ولا "ضغطٌ" ولا "سكّرْ"..
وأكبر كِذبةٍ ظهرت.. على الدنيا: "متى أكبرْ؟!"

فعشْ أحلامك الغفلى.. وسطّرها على الدفترْ..
وزخرفْ قصرها العاجي.. ولوّن سهلها الأخضرْ
وموّجْ بحرها الساجي.. وهيّج سُحْبَها المُمْطرْ
وصوّرْ طيرَها الشادي.. ونوّرْ روضَها المُمْطرْ
ستعرفُ عندما تكبر.. بأن الحُلْمَ لمْ يظهرْ!!

ألا يا طفلُ لا تكبر..
ألا يا طفلُ لا تكبر..

وقلّب قطعة الصلصالِ.. بين الماء والعنبرْ
وعفّر وجهك الساهي.. برمل الشاطيء الأصفرْ
تسلّ بلُعبة صمّا.. وداعب وجهها الأزهرْ

ولا تحفل بدنيانا.. وبسمة ثغرها الأبترْ
فتلك اللعبة الكبرى.. وعندك لعبةٌ أصغرْ
تناورنا.. تخاتلُنا.. وتَكْسِرُ قبل أن تُكسرْ
خئونٌ كلما وعدتْ.. غَرُورٌ وشيُها يسحر
لعوبٌ في تأتّيها.. شَموتٌ عندما تُدبرْ
منوعٌ كلما منحت.. قطوعٌ قبل أن تُنذرْ

ألا يا طفلُ لا تكبرْ..
ألا يا طفلُ لا تكبرْ..

ستعلمُ حينما تكبرْ.. بأنَّ هناك من يغدرْ
وأن هناك من يصغي.. لأزِّ عدونا الأكبرْ
وأن هناك من يُردي.. أخا ثقةٍ لكي يظفرْ

سيعلمُ قلبُك الدريّ.. بأن هناك من يَفْجُرْ
وأن هناك ذا ودٍّ.. ويبطنُ غير ما يُظْهرْ
وأن هناك نمّاما.. وجوّاظا ومُستكبرْ

ألا يا طفلُ لا تكبر..

ستعلمُ حينما تكبر..
بأنَّ الذنب مَحْصيٌّ.. وأن اللَّهو مُستنكرْ
وأنَّ حديثكَ الفِطْري.. هذاءٌ صار يُستحقر
وأنّ خُطَاكَ إنْ عثرتْ.. مُحَاسبةٌ فلا تعثرْ
ستعلمُ أنَّ للدينارِ.. عُبّادا فلا تُقهَرْ
وللأخلاقٍ حشرجةٌ.. ذوتْ في كفِّ مستثمر

ألا يا طفلُ لا تكبر..
ألا يا طفلُ لا تكبر..

ستعلمُ سطوة الغازي.. ومن أدمى ومن فجّر!!
ستدركُ لوعةَ الأقصى.. وتسمعُ أنّةَ المنبر
ستدركُ ذلَّ ذي التقوى.. وتشهدُ جُرأة المنكر

ألا يا طفلُ لا تكبرْ..

ولكن عندما تكبر..
فصلّ لربك الأعلى.. وقمْ للهِ واستغفر
وأسْرجْ مركبَ التقوى.. وخضْ بحر الهدى واصبر
ولا تُزرِ بكَ الدنيا.. تذكّرْ أنها معبر
وأن مردّنا للهِ.. في دوامةِ المحشر
وتظهرُ عندها الدنيا.. كحُلمٍ لاح واستدبرْ

ألا يا طفل لا تكبر

----------

قصيدة الشاعر/ صالح بن علي العمري

(أرسلت إلي منذ أربع سنوات تقريباً.. ومن حينها لا أنسى كلماتها.. لأنها تعزف على وتر الحنين الأزلي لأيام الطفولة.. إلا أننا نعزي أنفسنا بالطفل الموجود داخل كل شخصية منا ومهما حاول البعض قمعه إلا أنه يطل بين الحين والآخر .. وليت هذا الحين يطول)

26‏/11‏/2009

لبيك

لبيك اللهم لبيك
لبيك لا شريك لك لبيك


إلى عرفات الله.. شعثاً غرلاً .. هنيئاً الرحمة والمغفرة





حتى لو في أمطار أو سيول .. الشوق لبيت الله أقوى من كل القوى الطبيعية

12‏/11‏/2009

اهدم جدارك!

فعلتها برلين منذ 20 عاماً فهل تفعلها أنت؟

عشرون عاماً مضت على سقوط جدار برلين -10نوفمبر 1989- الذي لم يكن مجرد جدار يفصل شطري المدينة وإنما كان يفصل بين عالمين غاية في التباين.. ولكن حدثت المعجزة وتحقق اللامعقول وتم هدم هذا الجدار الرهيب..


وداخل كل منا جدار يستعصي على الانهيار.. جدار يعيد إلى الأذهان قصة "دكتور جايكل ومستر هايد" .. التناقض في أكبر صوره. صراع يتجاذب فيه الطرفان على جانبي جدارنا .. ولكنه صراع مفتعل.. صنعناه بأيدينا وكأن الحياة تحتاج إلى المزيد من التعقيد. جدار يجعل الشخص يبذل جهداً ووقتاً في محولات إخفاء مشاعر ما قد يرى أنها تشينه رغم أنها هي التي تزينه وليس غيرها:

نرى رجالاً يستكثرون كلمة ثناء أو إطراء لزوجاتهم إذ يرى هؤلاء أن مثل تلك الكلمات تعتبر ضعفاً لا يليق بهم ويقلب موازين القوى في المنزل .. فالواحد منهم يعتبر زوجته خصماً في معركة الحياة لا يجب أن يكشف أمامه نقاط ضعفه لكيلاً يستفيد منها هذا الغريم!!! ويتناسى هؤلاء أن الزواج جعله القرآن الكريم مرادفاً للمودة والرحمة.

ونرى هذا الجدار في آباء وأمهات يعتبرون أن قبلة حانية على خد طفل انتقاصاً من دورهم كـ "كبار" في المنزل.. وكأن هذا الكبير يجب ألا يكون له قلب ولا مشاعر. وطبعاً لا يدور في خلد هذا الكبير أن هذا الجدار لا يشيده بداخله فحسب بل إنه يشيد في الوقت ذاته جداراً أكبر يفصل بينه وبين صغاره.

جدار يحرم الشخص من الاستمتاع بالحياة متذرعاً بقائمة من المفاهيم المغلوطة البالية التي ترى أن الاحترام والوقار مرادفات للتجهم والعبوس .. وتصبح النظارة السوداء هي سيدة الموقف في النظرة للحياة بشكل عام.

ونفس الجدار يظهر بجلاء في مهللين مباركين لأوضاع وأشخاص يعرف المهللون أكثر من أي شخص آخر خطأ هذه الأوضاع أو الأشخاص.. ولكنهم يسوقون المبررات الواهية لتهليلهم وكلها مبررات من الوهن بحيث تنسفها جميعاً حقيقة أن جداراً بناه صاحبه طواعيةً بداخله ليعميه عن رؤية جانب يعرف أنه سيسقط ورقة التوت عنه.


فلنهدم الجدران التي أقمناها داخلنا وليعش كل منا حياته بشخصيته دونما مواراة ودون أن يختفي وراء جداره.. ليتنا نظهر على حقيقتنا بأن يكون خارجنا ما هو إلا ترجمة لما يعتمل بداخلنا. فهل آن الأوان ليعمل كل منا المعاول في الجدار الذي يجعل منه مسخاً لا يمت له بصلة؟!

28‏/10‏/2009

وتفقد الطير


((الفكرة مقتبسة من صديقي الشيخ/ عبد الحكيم فاضل))



وتفقد الطير


{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ}

صدق الله العظيم..
صدق الله العليم الي علّم سليمان منطق الطير..
صدق الله الوهاب الذي وهب سليمان الملك..
صدق الله مالك الملك الذي أحاط بكل شىء علماً..
صدق الله الخالق الباريء.. الذي خلق آدم من طين وجعله خليفة في الأرض..
صدق الله المعز المذل؛ الذي جعل بني آدم في الدنيا إما رعاة أو رعية..
صدق الله العدل الذي قسّم الأدوار لكل البشر..
صدق الله المقسط الذي دعانا ألا نطغى في الميزان..

جعل الله سليمان ملكاً لم يكن لبشر غيره مثل مملكته ولن يكون؛ ملك له جيش من الريح والسحاب والجن والطيور..
سخّر الله –بإذنه تعالى- كل ما على الأرض لسليمان الذي دعا ربه أن يمكنه من شكر الأنعم التي أنعم الله بها عليه وعلى والديه..
ومن شكر سليمان أن حافظ على النعمة التي وهبه الله إياها... لم يتكبر، ولم يطغى، ولم يفتن (وحتى شبهة فتنته اختلفت فيها التفاسير.. وإن أناب بعدها في كل الأحوال) ..
كان سليمان حريصاً على متابعة رعيته على كثرتهم..وكان يتفقد طابور العرض اليومي –إن جاز لى التعبير- حيث تجتمع جنود رب العالمين التي سخرها له ويستعرضها مطمئناً على أحوال رعيته دونما ملل أو تكاسل..

ومن بين كل الطيور الكبير والصغير، الجارح والداجن، القوي والضعيف.. انتبه الراعي الذي يتابع أدق التفاصيل لغياب أحد هذه الطيور من بين الملايين المحتشدة.. وكان الهدهد

------------------
انتبه الراعي لغياب أصغر الرعية من بين الملايين.. ذلك أنه تفقد ما جعله الله راعياً عليهم

والسؤال:
أين نحن من طيرنا؟؟



ألم يهبنا الله سبحانه وتعالى من النعم ما لا تكفي أقلها عبادة الدهر جزاءً لها ؟!
ألم يجعلنا الله رعاة وجعل لكلٍ منا رعية صغرت أو كبرت؟!
لم يعملنا المولى منطق الطير فنحكم الطير.. ولكنه منحنا ما هو أكبر.. ألم نكن من حمل الأمانة التي أشفق منها الكون؟!
فهل نحن أهل لحمل تلك الأمانة؟!
وإلى أي مدى نجحنا في هذا الاختبار الصعب؟!
رضي الإنسان أن يكون مكلّفاً؟! فهل أدى حق ذلك؟!
هل اتبعنا التوجيه النبوي: "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته" ؟!

هل تفقدنا طيرنا الذي نرعاه:




طير بداخلنا.. هل تفقدنا أنفسنا وتسلمنا كشف الحساب لنعرف أين هي؟!
طير حولنا.. زوجة وأبناء وقبلهم والدين.. هل عرفنا أين هم منا وأين نحن منهم؟!

فهيا بنا لنتفقد طيرنا.. نتفقده ونلم بكل ما يدور حوله لأنه إن طار فلن يرجع أبداً أبداً

-------------------

وللحديث بقية بإذن الله تعالى

06‏/10‏/2009

6 أكتوبر


6 أكتوبر (تشرين) .. مصري - سوري


تاريخ جميل للعرب في مواجهة العدوان والاحتلال الإسرائيلي.. وبالطبع النصيب الأكبر لفرحة هذا اليوم من نصيب المصريين والسوريين الذين كانوا على خط النار في هذا اليوم في عام 1973. وبالحرب والمتفاوض تحررت الأراضي المصرية بالكامل.. وإن شاء الله يكون للجولان ذات النصيب .. ويبقى الأمل الأكبر في تحرير الأقصى الأسير من أيدي الصهاينة.


ويشاء الله أن أتعرف إلى شخصيتين تحتفلان بمولدهما في ذات اليوم (6 أكتوبر) واحدة من مصر والأخرى من سوريا

وأبت كل منهما إلا أن تحتفل دولتها بالكامل بهذا اليوم.. متعهما الله بالعافية وجعل أيامهما مشرقة


د. هالة من القاهرة... كل 6 أكتوبر وهي طيبة

و مدام نسيبة .. (أم رهف) من تدمر .. كل 6 تشرين وهي سالمة




29‏/09‏/2009

27‏/09‏/2009

يوتوبيا ليه؟!


Utopia .. المدينة الفاضلة

كثيراً ما يسألني أحدهم عن معنى الاسم الذي أدوام على اختياره utopia seeker ..


وبعيداً عن دهاليز المصطلح التي تناولها الفلاسفة والأدباء وغيرهم فأنا واحد من المؤمنين أن هذه المدينة موجودة بيننا وليست ضرباً من الخيال..
ربما يكون وجودها جزئي بلأن تجد صوراً بسيطة منها في واقعنا.. وهذا مؤشر إيجابي أن الطريق إليها ليس مستحيلاً وإن كان صعباً..

المدينة الفاضلة موجودة بالفعل كدستور ومنهج ويبقى علينا تحويلها إلى أرض الواقع؛ فمن ينظر إلى الآداب التي يدعو لها ديننا الأجمل لوجدنا أنها تقيم تلك المدينة كأجمل مما كان يتوقع كل الفلاسفة والشعراء على مر العصور.

يسخر البعض من محاولات بحثي عن تلك المدينة فيما يعرقل آخرون رحلة البحث وتثبط مجموعة ثالثة أية آمال قد تلوح في الأفق مبشرة بقرب الوصول إليها. ولكن على الرغم من كل ذلك أجدني متفائلاً إلى اقصى حد بأن يوماً ما سيحمل تلك البشرى.

في حياتنا اليومية كثيراً ما نجد بعض سكان هذه المدينة تائهين في زحمة دنيانا التي يعتبر كثيرون أنهم جاءوها بطريق الخطأ وأن مكانهم خلف أسوار مدينتهم الفاضلة.. وأرى عكس ذلك فإن وجودهم بيننا هو الرسالة التي يجب أن يؤدونها كاملة عسانا ننهل من صفاتهم التي جلبوها من وراء أسوار مدينتهم.
وكم من مرة رأينا أو سمعنا عن شخص يعامل الناس بطيبة وعطف وحنان قلّ أن يوجد مثلهم في "زمان فيه طيبة القلب بتتعيب" ومع هذا لا يثنيه ما يتعرض له من مضايقات فهو يأبى أن يعامل الناس بما هم أهل له بل يعاملهم بما هو أهل له.

وكم من مرة رأينا من يسبح ضد التيار محاولاًَ تصفية ما تعكر من مياه أخلاقنا بلا كلل أو ملل ودون التفات للمرجفين.
وكم .. وكم.. آلاف الصور التي يمكن أن نقابلها يومياً في حياتنا وتمنحنا الأمل أن اليوتوبيا موجودة ولو بقدر ضئيل داخل كل منا.. ولو أسهم كل منا بما لديه منها لبنينا تلك المدينة بدلاً من البحث عنها كأجمل ما يكون البناء.
---------------


ولم أجد للتعبير عن اليوتوبيا سوى كلمات تلك أغنية قديمة لحميد ومنير..اسمها (أكيد):

باحلم يا صاحبي يكون لنا
حقيقة صافية في عمرنا
باحلم بعالم فيه قلوب
بريئة دافية تضمنا

عالم جديد..يمكن بعيد
لكن أكيد .. هيكون لنا

باحلم أشوف الكون عمار
في دنيا ما تعرف دمار
باحلم بعالم ليل نهار
يطرح محبة في أرضنا

عالم جديد..يمكن بعيد
لكن أكيد .. هيكون لنا

باحلم وباهرب للخيال
للحب والخير والجمال
باحلم بعالم مش محال
يبقى حقيقة ف يدنا

عالم جديد..يمكن بعيد
لكن أكيد .. هيكون لنا




---------

يا ترى العالم ده ممكن يكون لنا ؟؟!!

21‏/09‏/2009

أنابيش.. صفحات من الزمن الجميل

أنابيش (2)
سمك لبن تمر هندي


· مكتبة المدرسة !
أجهزة الكمبيوتر المخزنة دون استعمال!!
الفناء!!!
· = سيدي لم نتسلم الطبعات الجديدة من الكتب.. إننا ندرس دون كتب ما العمل؟
== الله أعلم .. اتصرفوا!!!!
( من حوار مع مسئول بالمدرسة)
· إن ما يفعله في طابور الصباح وما يتفوه به من ألفاظ أمام من كانوا أساتذته إنما يرجع لأن أحداً منهم لم يقل له: "عيب يا ولد"
· الإذاعة المدرسية.. المستحيل الرابع
· عزيزي الطالب إذا أردت أن تستريح في بيتك ثلاثة أيام ثم تمتع ولي أمرك بزيارة المدرسة استعمل السلم الخاص بالمدرسين... وعجبي



حبيبها

قصة قصيرة


"أخيراً.. سأتقابل معه اليوم.. إنه اليوم الذي كنت أنتظر. لا أصدق نفسي.. ترى ماذا سيقول عني بعد أن أتركه؟ بل هل سيتذكرني من بين الكثيرات اللائي عرف؟ أعرف أنه عرف الكثيرات قبلي.. ولكني أبداً لن أيأس.. سأصل إليهواستحوذ على إعجابه مهما كان الثمن وسأجعله ينسى كل من عرف.. يااااه.. ليته يحبني بقدر ما أحبه. إن كل ما أصبو إليه أن يحبني فبهذا أكون قد حققت حلمي الأكبر.."

"باق عشر دقائق استعدي يا آنسة" قطع هذا الصوت شريط الأحلام الذي مر بمخيلتها فردت باقتضاب أنها مستعدة..
وعاد الشريط يمر "ترى ماذا أفعل عندما أراه؟ هل أبادره بالتحية أم أترك له المبادرة؟ وهل ستترك مقابلتي الأولى انطباعاً حسناً لديه؟ ترى هل سيطلب مقابلتي مرة أخرى أم أنه...؟؟"

وعاد الصوت يقطع الشريط: "استعدي.. باقي ثلاث دثائق"

"يا إلهي لماذا تثاقلت قدماي؟ وما تلك القشعريرة التي تسري في بدني؟ ياله من موقف عصيب.. هل أتراجع؟ يا إلهي إنني..."

وعاد الصوت: "هيا.. ثلاثون ثانية و.. يرفع الستار"
واتخذت قرارها وبقلب مرتجف وبخطىً متثاقلة مضت نحو حبيبها .. الجمهور

******

((للأسف كان مدير المدرسة يسب الدين فكتبت ونشرت هذه الفقرة))

همسة صارخة

نشرت صحيفة (صرخة) الصادرة في جمهورية (الحرية) ما يلي:

"ماذا تنتظرون من أبناء مؤسسة يسب رائدها الدين جهاراً نهاراً؟؟!!"

الشاطر


************************************

وأنسى من أنسى إلا أن نسيان أفضال أ/ خالد النجار -مشرف الصحافة- يعتبر من الجحود البيّن؛ فقد كان متفهماً لأفكاري وإن كانت "ثورجية" حتى أن الكثيرين انتقدوه لسماحه بنشر بعض الموضوعات لكنه كان دوماً فخور بالأنابيش
وهل هناك وفاء أكثر من أنه لا يزال حتى اليوم رغم كل السنوات يحتفظ باسم "أنابيش" لكل مطبوعات المدرسة الثانوية بنين.. بل ويزيد أن يحكي لهم عن مؤسسيها..
جزاه الله كل خير

***********
في بعض الصفحات اقتطعت جزءاً أسفل الصفحة لعمل إعلانات للمحلات المجاورة مقابل أن يقدم كل محل هدايا للفائزين بمسابقة المجلة.. وتحمس المعلنون وقدموا جوائز لأكثر من 50 فائز في مدرستنا ومدرسة البنات لأن أ/ خالد كان مشتركاً بين المدرستين.

18‏/09‏/2009

إنقاذ ما يمكن إنقاذه

مجلة (المجلة)



عندما عملت في مجلة (المجلة) اللندنية كان موقعها على الإنترنت ينشر بعض موضوعات من العدد الورقي.

وعندما أغلقت المجلة وتحولت إلى مجلة إليكترونية فقط للأسف تمت إزالة المواد القديمة

وبالمصادفة كنت أحتفظ ببعض الصفحات مما كتبت في المجلة ..

وهي موجودة على الرابط التالي

http://www.4shared.com/file/133340742/80c0cfee/links.html

وللأسف ليس من بينها موضوع قامت جريدة عراقية من لندن بسرقته ولما اتصلت بها طلبت رقم العدد والصفحة وهو ما لم يتوفر لدي للأسف حالياً ويتطلب بحثاً في الأرشيف



غلاف العدد الأخير من مجلة (المجلة) بعد أن استمرت في الصدور ربع قرن

15‏/09‏/2009

أنابيش.. صفحات من الزمن الجميل


أنابيش


في
حياة كل واحد منا فترة من العمر تستحق أن ينبش فيها ويستخرج من ذكرياتها كنوز الماضي ذلك الزمن الجميل
-----

أول أنابيشي عبارة عن مجلة مطبوعة قمت بإعدادها وإخراجها في المرحلة الثانوية (ديسمبر 1993) .. وعلى الرغم من أنها كانت ناقدة للكثير من الأوضاع إلا أنها -بحمد الله- نالت الإعجاب كما فازت بجوائز على مستوى المحافظة.


وكان اسمها (أنابيش)




افتتاحية العدد

بسم الله الرحمن الرحيم

"الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله"

بعد أن سُدَّت أمامنا طرق توصيل أصواتنا إليكم عبر الإذاعة المدرسية، فكرنا في هذ الإصدار الذي قدمنا فيه الرأي الحر والفكر المتحرر وانتقدنا دونما تجريح أو تطاول.
ولعل أول ما يتبادر إلى ذهنك –عزيزي القاريء-:

لماذا (أنابيش)؟

إنما أتى اختيارنا هذا الاسم لأننا نبشنا في العديد من الموضوعات وولجنا مناطق كانت تعد محظورة وتعدينا الكثير من الخطوط الحمراء. وكانت حصيلة كل هذا تلك الأنابيش التي بين يديك والتي نأمل أن تنال رضاءك كما نأمل أن تسامحنا إذا ما نسينا أو أخطأنا فما نحن إلا حباة في بلاط صاحبة الجلالة ... وبعد هذا لا يسعني إلا قول: "الحمد لله"

رئيس التحرير
أحمد عبد الله الشاطر


****************

الموضوع التالي كان الأكثر إثارة للجدل حيث كان يتناول ضرب الطلاب... والحمد لله صمدت المجلة في وجه التهديدات بوقف طباعتها وكان لنا ما اردنا

رسالة إلى معلمي


قديماً قالوا "دوام الحال من المحال". وكان الحال الذي لا أتمنى له الدوام هو حال المعلم اليوم وما آل إليه. وكذا إصراره على المخالفة الصريحة للقانون الإنساني والتشريعي.. ومن هنا كانت صرختي وكانت .. "رسالة إلى معلمي"


بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليس أبداً من العيب أن نخطئ ولكن العيب كل العيب أن نمادى في الخطأ.. وليس من العيب أن ينبه شخص آخراً للخطأ وإن كان من ينبه هو الأصغر سناً.. ورغم أنني الأصغر إلا أنني تنبهت لخطأ –بل جرم- ترتكبه في حقي ألا وهو إصرارك على ضربي –أنا الطالب- وهو كما تعلم ممنوع بنصوص القانون الإنساني والتشريعي.

سيدي:
ألا تعلم أن عصاك حين تنهال عليَّ لا تنهال على يديَّ فحسب بل على صورتك المثالية المرسومة في داخلي فتحطمها وتحيلها إلى فتات وذلك –سيدي- لأنك أهنتني وجرحت كرامتي وشعوري أمام زملائي بل أمام نفسي أيضاً؛ وليس أكثر بشاعة من جرح الكرامة.

سيدي:
ستقول إنك تعلمت وتربيت بهذا الطريقة ولكني أقول إن ظروفنا –نحن الجيل الحالي- تختلف عن ظروفكم حيث أن هذا العصر بما فيه من ضغوط حياتية جعل التمرد والعتاد من أبرز سماتنا فليس من المعقول أن تعود "الفلكة" بأن يظل المدرس ممسكاً عصا تفوقه طولاً في عصر الكمبيوتر وغزو الفضاء.. بالتأكيد سأشعر –أنا الطالب- برغبة في التمرد وإعلان العصيان ولكنني سأكبت مشاعري. وكما تعلم سيدي فإن الكبت يولد الانفجار لاذي لن يكون بأي حال من لاأحوال شيئاً محمود العواقب.. فلم رمي النار على الوقود ثم البكاء على ما كان؟!

سيدي..
إن هذا الجيل لن تصلح معه وسائل الأجيال الماضية بل يجب أن تكون صحية لا أقصد جسدياً بل نفسياً فيجب عليك –سيدي- أن تلم بشخصية الطالب فليس هذا الطالب مثل ذاك فلهذا شخصية ووسائل للتعامل معه ولذلك كذلك.

سيدي..
ما بالك بمن يضرب بما يجعلك تحس أنك في ميدان قتال لا دار علم وان حاملها إنما يتأهب لخوض حرب ضروس من عصي غليظة وخراطيم مياه وسعف نخيل وارجل مقاعد بل بمواسير معدنية!!!
أين نحن يا سيدي ؟؟ في أية قبيلة بدائية نعيش؟؟ وكل هذا في أغلب الأحيان والأسباب تافهة!!!

سيدي..
إن بيدك العديد من الوسائل غير الضرب فمعك دفتر أعمال السنة وبه خانة النشاط وخانة السلوك . كما أن القانون كما كفل للطالب حقوقاً كفل حقوقاً لك. فليس معنى تنازلك عن حقوقك أنني سأفعل.. لا وألف لا ؛ فلا معنى أن تترك الحقوق التي كفلها لك القانون والتي قد تصل لفصلي –أنا الطالب- من المدرسة وعدم قيدي بأي من مدارس الجمهورية. فلا معنى أن تفعل وتطالب بتنفيذ القانون بيدك.. بل بما في يدك.

سيدي..
أرجو ألا تأخذ الموضوع مأخذ التحدي والتطاول بل خذه مأخذ النصيحة الجادة من أخ صغير وأرجو ألا تنظر إليه من طالب لمعلم بل من أخ لأخيه الأكبر.

سيدي..
معذرة.. فقد أطلت عليك بالحديث لكنه كان لزاماً على أن أفعل لمصلحتك.. ثم مصلحتي...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من أخيك الأصغر:

أحمد عبد الله الشاطر
---------

مرفق صورة من موضوع بالأهرام بعنوان:
" ضرب التلاميذ في المدارس جريمة.. الأهرام 22 أكتوبر 1993"

12‏/09‏/2009

11 سبتمبر 2001

بن لادن في كلية الألسن

تقدمت في صيف 2001 لامتحان القبول دبلومة الترجمة بكلية الألسن بالقاهرة.. وكان الامتحان عبارة عن خمس اختبارات: ترجمة من العربية- ترجمة من الإنجليزية- مقال عربي (وهو موضوعنا اليوم)- مقال إنجليزي- لغة أجنبية ثانية (الفرنسية)
كان موضوع المقال العربي عن العولمة وهيمنة القطب الأوحد.. وتصادف أن يأتي هذا الموضوع متواكباً مع انعقاد مؤتمر اقتصادي في جنوب أفريقيا شهد أكبر تظاهرة ضد العولمة..
وكتبت مقالاً يتناول فكرة ان العولمة والممارسات الأمريكية ستجعل العالم يزداد كرهاً لأمريكا وتنهار صورتها أمام العالم أجمع.. كل هذا عادي..
الشيء غير العادي هو العنوان الذي وضعته للمقال فمن بين مئات الأفكار لعناوين اخترت العنوان التالي:

بعد مظاهرات مؤتمر ديربان...
أمريكا تنتظر العقاب

وبعد تسليم الورقة فوجئت في الشارع والمواصلات بحوارات عن حدث جلل.. وكعادتي لم ألتفت ومضيت إلى حال سبيلي.. بمجرد دخولي المنزل وجدت كل القنوات تتناول موضوعاً واحداً تحققت فيه نبوءتي بأسرع ما تتحقق نبوءة فقد كان يوم الامتحان هو 11 سبتمبر 2001!!!..

10‏/09‏/2009

"المعلم" عبد الله الشاطر


لو سئلت عن اليوم الذي أتمنى أن يزول من ذاكرتي .. لاخترت يوم 10/9/2006 يوم وفاة والدي
اللهم ارحمه واغفر له وتجاوز عن سيئاته وأسكنه جنات النعيم
--------
أبويا

ليس من السهل أن أتحدث عنه في كلمات أكتبها لأنها ستبقى ابداً مجرد كلمات لا تنطق بما كانت عليه تلك الشخصية الجميلة.. وإذا كتبت فماذا أكتب؟ وأي جانب أتناول؟

هل أكتب عن الحكمة الفطرية التي وهبها الله لذلك الرجل الذي تلقى تعليماً أولياً في الكتاتيب .. حكمة مكنته من تولي زمام القيادة في كل مراحل حياته.. ولم تكن قيادة شرفية يسعى إليها أو يفرح بها بل كانت الأقدار تفرض عليه تحمل مسئوليات تزداد يوماً بعد يوم.. مسئوليات جد مرهقة لأي كاهل قد يبتلى بها.

هل أكتب عن الرجل الصعيدي الذي رزقه الله خمس بنات فلم يزد إلا أن يرفع يديه –في كل مرة- شاكراً ربه وداعياً لهن بالتوفيق.. وكان دوما يردد: "بناتي.. الواحدة منهم عندي بألف راجل .. وما أبدلهاش بالألف" ثم ينظر إليّ مداعباً: "حقك محفوظ".
استغرب الكثيرون سماح هذا الرجل المحافظ –قبل عشرين سنة- لبناته بالاشتراك في أنشطة جامعية في القاهرة والمدن الساحلية.. وكان يقول إن الثقة هي اللغة التي يتحدث بها هو وبناته.

هل أتحدث عن ولي الأمر لطالب.. وكان هذا مثار علامات استفهام لديّ: لماذا لا أراه في المدرسة شأن كل أولياء الأمور؟! وسرعان ما أدركت الحقيقة وهي أن المدرسة هي التي تذهب إليه؛ ففي كل مساء يقابل هذا المدرس أو ذاك ليحصل على تقارير عن حال الابن. كما لم يكن المدرسون في أحيان كثيرة يبخلون بالتطوع للقيام بهذه المهمة.

إذا كنت قد احترفت العمل الصحفي فالفضل –بعد فضل الله سبحانه وتعالى- لهذا الرجل الجميل الذي حرص على أن أتعلم القراءة في سن مبكرة ومن بعده شخصية شجعتني في الكبر.. وكان من روتين أبي الأسبوعي الذي لا يقبل –هو- المساس به أن يشتري لي مجلات سمير (الأحد) وماجد الإماراتيه (الأربعاء) وميكي (الخميس) ومجموعة قصص الأنبياء للأطفال فضلاً عما أرغب أنا في شرائه من المجلات ثم الكتب في مرحلة تالية.

لا أنسى ساعة أعددت كلمة للإذاعة المدرسية في أول أيامي في المدرسة الإعدادية..وكانت عن المولد النبوي ضمنتها معلومات لم تكن مألوفة سمعتها في خطبة جمعة.. وما أن انتهيت من إلقائها ويدي ترتعشان نظراً للعدد الذي لم أعهده فوجئت بمدير المدرسة المرعب يغادر مكانه ويتجه نحوي سائلاً عن اسمي.. فتهللت أساريره عندما أخبرته وقال: أبوك ده عمنا كلنا..
ما إن وصلت البيت حتى وجدت عم الكل مبتسماً وهنأني –بفخر- بالكلمة التي أعددتها.

هل أتحدث عن رجل ديمقراطي رغم نشاته القاسية. وكان شعاره دائماً: "أشاركك التفكير ولك اتخاذ القرار" وبالفعل هو ما كان يحدث؛ فلا مجال لفرض الرأي أو التلويح باستخدام سلطة الأبوة.

هل أتحدث عن رجل كانت الابتسامة والتمتمة بـ (الحمد لله) هي رده الوحيد على أي من لطمات القدر: شكر ربه مكافحاً صغيراً فرزقه الله تجارة واسعة طيبة السمعة في منطقته، بل وفي العاصمة حيث كان يتعامل مع تجار أكبر مورداً بضاعته إليهم.
وحتى عندما كانت الظروف الصحية والتقدم في السن سبباً في هبوط منحنى المسيرة كان الشكر هو كل ما يبدر منه.

أم أتحدث عن تاجر من الزمن الجميل الذي كانت فيه الكلمة أمضى من كل العقود والاتفاقيات . والغريب أنه استطاع بما وهبه الله من سمات أن يتعامل بقواعد هذا الزمن الجميل في أيامنا التي تشوهت فيها العديد من القيم.
ذلك التاجر خريج الكتاتيب الذي تحول دكانه إلى ما يشبه الصالون الثقافي حيث كان به كنبة (لا أزال أحتفظ بها) شهدت منذ الستينيات مجالس علماء الأزهر والمثقفين الذين كان الاحترام المتبادل هو عنوان العلاقة بين الجميع. وانضم إلى هؤلاء موظفون من المحافظات الأخرى تم تعيينهم في الصعيد الجواني فكانوا يجدون في هذه الجلسة تسرية لهم.
وكان –رحمه الله- على اتصال بمن قضى عاماً أو عامين ثم عاد إلى بمدينته البعيدة.

هل أتحث عن الرجل ذي الهيبة الذي كنت أرى العديد من المواقف التي كان فيها قوياً مع شيء من الشدة. وهو ذات الشخص الذي كانت رقة القلب أهم ما يميزه.

لا أنسى أبداً الزيارة اليومية التي اعتاد البعض القيام بها أثناء مرضه. وهؤلاء الـ "بعض" ما هم إلا مجموعة من الأطفال تحت سن المدرسة اعتاد قبل مرضه تشجيعهم أثناء مرورهم مع ذويهم للحضانة أو مكتب تحفيظ القرآن وذلك بهدية رمزية أو قروش قليلة.
وعندما يخجل الطفل من أخذ هذه الأشياء يبتسم ولي أمره ويشجعه مستعيداً ذات المشهد الذي حدث معه قبل سنوات من نفس الشخص.

هل أتحدث عن هذا الجبل الذي لاحقتها لمسئوليات من المهد إلى اللحد؟
حكى لي أحد الشيوخ أن أبي كان مسئولاً عن تعليم 23 فرداً من العائلة بما فيهم أنا وأخواتي.. كما كان ولياً لـ 17 حالة زواج سواء لأخواتي أو غيرهم من أبناء العمومة. جعله الله في ميزان حسناته.

هذا الجبل رأيت دموعه ساعة تعرضت لحادث في العاشرة من عمري..
رأيت دموعه المحبة لمرض أمي..
رأيت دموعه تأثراً من مشهد قرآني..
رأيت دموعه غيظاً من إحدى قريباته أغضبها أن ابنها لم يرزق إلا ببنات..
ولكن هذه الدموع لم يرها أحد إلا دموع رحمة لا دموع ضعف أو شكوى فقد تحمل هذا الجبل الكثير دون كلل ولا ملل .. ولا ينطق إلا بـ (الحمد لله)

هل أتحدث عن يوم موته. وكيف أنه من بين مرضه وقبيل ساعات من وفاته كان يصر أن يعطيني نقوداً لإعداد واجب الضيافة لأسرة خالي القادمة من مطروح؟

هل أتحدث عن حرصه على أداء فروض الله تعالى؟
وكيف أن آخر ما قام به في وعيه هو صلاة العصر التي تحامل وجلس منتظراً أن تحين وكأنه يتعجل أن تكون نهايته في هذه الدنيا هي أداء الصلاة.

أدى الصلاة.. وغاب عن الوعي لساعات قبل أن يغيب عن الحياة لتؤدى عليه الصلاة..

أصعب صلاة أديتها في حياتي هي صلاة الجنازة على (أبويا) وكنت أنا الإمام.. وكم بكيت وأنا أدعو له أن يبدله الله أهلاً خيراً من أهله..

واللهَ أسأل أن يجزيه خير الجزاء على ما قدم لنا وأن يجمعنا وإياه في جنات النعيم











21‏/08‏/2009

07‏/08‏/2009

أولادي بجد








النهارده خطوبة (هبه) بنت أختي ..
ربنا يسعدها



-------



أولادي بجد


أبناء شقيقتي الكبرى أعتبرهم -بحق- أبنائي ويتعمق هذا الإحساس بداخلي يوماً بعد يوم.. هذه الشقيقة -أم العروسة- كنت أعتبرها أماً ثانية في طفولتي المبكرة.
وبعد أن تزوجت كان بيتنا هو الأساس بالنسبة لأبنائها فقد كانت أمي هي أم الجميع وكذلك أبي رحمه الله لدرجة أن أحداً منهم لم ينادي أمي يوماً بأي من ألقاب الجدات فهي دائماً (الحبيبة)
وبالنسبة لي فقد شهدت مولد كل من الولد والثلاث بنات.. بل كنت من رشح اسم الولد ليكون له نفس اسمي
كان -ولا يزال- وجودهم بيننا في بيت العيلة تحديداً مصدر راحة وإحساس بجو أسري جميل..
كانت امتحاناتهم ونتائجهم تحيل البيت إلى شحنة من القلق سرعان ما تتحول إلى فرحة غامرة بما حققه الأبناء النجباء..
في الفترة التي كنت فيها دائم التنقل ابتعدت إلى حد ما .. ولكن القدر رتب لقاءاً جديداً بأحمد -ابن اختي- حيث أقمنا معاً لعام تقريباً اكتشف فيه كل منا جديد الآخر وصارت صداقة جميلة ذكرتني بما كنا عليه ساعة كان عمره عامين تقريبا أثناء مولد أخته وإقامته وامه في البيت الكبير.. أذكر اننا كنا لا نفترق آنذاك .
وبالنسبة للبنات أحرص على متابعتهن ولو من بعيد لبعيد نظراً لبعض الظروف.. وتحرص إحداهن على استشارتي في كل كبيرة وصغيرة وكثيراً ما تأتنمي على ما يجول بخاطرها
وفقهم الله جميعاً وأدام المحبة التي أدعو الله ألا تتأثر قيد أنملة لأي سبب كان



سنة جديدة بدون الأستاذ الإنسان







اليوم تبدأ سنة جديدة يغيب فيها الأستاذ الإنسان عبد الوهاب مطاوع


واليوم جمعة جديدة بدون "بريد الجمعة" .. أكبر استفتاء على الحب الذي يحمله الجميع للأستاذ والذي حمله الأستاذ للإنسانية

عام جديد بدون الدروس التي كنا نتعلمها من كل سطر وكل حرف
يكتبه "الإنسان" عبد الوهاب مطاوع

رحمه الله.. وجزاه خير الجزاء عن كل لحظة سعادة وابتسامة رسمها على الشفاه

01‏/08‏/2009

الست دي أمي


الست دي أمي

عادت بسلامة الله أمي الحبيبة بعد أداء العمرة

من الطبيعي أن يشيد كل منا بأمه.. لكني -مع هذا- مدرك تماماً أن أية كلمات لا تستطيع أن تفيها حقها أبداً

عن أي شيء فيها أتكلم؟؟ نظراتها الحانية... ارتباكها خجلاً في العديد من المناسبات الاجتماعية بحياء جميل

... طيبتها وعطفها على كل من حولها سواء عرفت أم لا تعرف.. صوتها الخفيض المحبب لقلوبنا.. دعواتها لنا التي لا تنقطع والتي لا تمل منها... تسامح قلّ أن يوجد في أيامنا الحالية..

خبرة فطرية أصقلتها تجارب ولطمات الزمن لسنوات طوال أدام الله عافيتها

لو حكيت مواقف لما كفاني مئات الصفحات..

كل ما أستطيع قوله باختصار مخل جداً..



بكل حروف اللغات: شكراً لكِ ولشريك رحلتك -رحمه الله- على كل ما نحن فيه

عـروســتي .. حــلـم ليــــلـة صيـــف (كتبت في 2006)

(............................................................
................................حجبت التدوينة دي حتى لا يساء فهمها...............
................................)

05‏/06‏/2009

يارب ألف نكسة

يارب ألف نكسة

في تراثنا المصري أن حرب الاستنزاف ومن ثم حرب أكتوبر كانت بسبب الصحوة التي ظهرت بعد نكسة 5 يونيو 1967 التي تحل ذكراها اليوم
وإذا كانت النكسة هي الطريق للنصر المبين.. فنحن بحاجة لعشرات النكسات لنحقق النصر في شتى المجالات:

نحتاج نكسة على مستوى الأمة الإسلامية التي باتت مهيضة الجناح وأصبحت من الحضارات التي سادت ثم بادت..

نحتاج إلى نكسة عربية من العيار الثقيل ليفيق العرب الذين ينقسمون إلى طبقتين لا غير: الأولى في الخليج ترتع ولا تعرف للنقود عداَ.. وترفل في نعيم بحيرات البترول التي تطفو تلك الدويلات فوقها؛ أما الطبقة الثانية فهي بين مجاعات وحروب لا تنقطع ..

نحتاج إلى نكسات عدة في مصرنا المحروسة:

نكسة تقود لنصر يتمثل فقط في الاستقرار على نظام تعليمي ثابت لا يقود نحو الأمية.. ونكسة تعيد للقضاء هيبته.. وثالثة تشهد طلاق الثروة والسلطة.. ورابعة تعيد أخلاقاً ذهبت بلا عودة.. ونكسة تلو نكسة لتحقق النصر المنتظر في كل شبر في أرض مصرنا الجميلة

أعدد النكسات التي نحتاجها ولكني في غمرة انشغالي بعد تلك النكسات نسيت أننا نعيش بالفعل نكسة تلو نكسة ولكن أياً منها لم تحقق النصر المنشود.. فضلاً عن هذا أصبحنا في حالة ألفة مع تلك النكسات فلا هي تهزنا ولا نحن نهدد وجودها.

نكسة خاصة
بالمصادفة البحتة اكتشفت أنهما من مواليد يوم النكسة ولكن في عامين مختلفين..مروة وصفاء.. زمالة الجامعة التي أصبحت صداقة يعتز بها المرء على الدوام.. تمر السنوات ويمضي كل في طريقه ولكن يبقى يوم النكسة ناقوس ذكرى لأيام جميلة..

كل (نكسة) وانتو طيبين

30‏/05‏/2009

المولود الجديد

شهر مايو الذي يلملم أوراقه شهد صدور العدد الأول من مجلة (المصرفية الإسلامية) السعودية والتي أصبحت المأوى الجديد لقلمي بعد تحول مجلة (المجلة) إلى إليكترونية بإدارة مختلفة..

المجلة تابعة لنفس المؤسسة إلا أن إدارتها من الرياض وليس لندن مثل سابقتها وتهتم بالاقتصاد الإسلامي الذي أصبح الكعكة التي يتسابق العالم لنيل نصيب منها بعد أن صمد في وجه الأزمة العالمية.

إحساس جميل جداً إحساس ولادة عمل من الألف للياء بعد ثلاثة أشهر من المخاض العصيب .. الحمد لله





أنا متخلف

إنسان الكهف.. متخلف سابق ربما أفوقه في تلك الصفة ولا فخر


أنا متخلف

يمكن اعتبار تلك الجملة بمثابة اعتراف، كما يمكن اعتبارها سباً إلا أنه بطعم المدح. سمعت تلك العبارة مراراً ليؤكد من يقولها في كل مرة الحقيقة التي توصل إليها من سبقه لقولها ونعتي بها. المفروض ان أغضب وأثور وأقيم الدنيا ولا أقعدها، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث؛ بالعكس فكل ما كنت أفعله في كل مرة ان أتفوه بكلمة واحدة من حرفين فقط: طظ

سمعتها –عندما عملت مدرساً- من الزملاء والمدير انتهاءً بأحد الموجهين الذي أضاف تأريخاً لمدة تخلفي فقال: "يا فلان إنت متأخر 50 سنة" وكان السبب أنني طالبت بحقي في عدم التغشيش طالما إني أقوم بعملي أولاً ولا أخوض لعبة الدروس الخصوصية ثانياً. ولكني صححت له التاريخ وقلت له إنني –بمنطقه- أتخلف أكثر من 1400 سنة لأن المبدأ الذي أسير به ينتمي لتلك الفترة.
(...............................جزء قمت بحذفه لأنه أغضب البعض..................................)

سمعتها في مكان يفترض أن عمله خيري تطوعي وأنا أطالب بأن يتم تقليص المصروفات لأبعد حد حتى يستفيد أصحاب الحقوق. ولا داعي لأن تتحمل تلك المؤسسة أية مصروفات يقوم بها القائمون عليها وأن يحافظوا على كونهم "متطوعين" لا سيما أن لهم وظائف أخرى وأن الوقت الذي يقضونه في المكان هو وقت فراغ بالنسبة لهم. عندما تحدثت عن حقوق الفئة التي تستحق خدمات تلك المؤسسة بدا الأمر كأنني اتكلم من أعماق بئر لا قرار له؛ أصبحت متخلفاً لأني طلبت من المتطوعين ان يصبحوا متطوعين.

سمعتها –في عملي في الصحافة- عندما رفضت إعداد موضوع يفتقد الشفافية والحيادية اللتين اعتبرتهما أساس العقد الذي أعمل بموجبه. وعرفت أنني متخلف لأن "عقلية القارئ" واحترامها مجرد شعارات يعلقها الكثيرون لزوم الوجاهة ليس إلا. وأن المهم هو التلميع لمن يدفع أو لذي السلطان، والخسف لمن يتقاعس أو يعارض الأحبة أو أولي النعمة.

سمعتها في كل مرة أحاول فيها أن أسير على الخطى "المفترضة" سواء في المصالح الحكومية أو غيرها؛ فإذا أنت خالفت الطرق الملتوية والأبواب الخلفية فمرحباً بك في نادي المتخلفين.

في غير موقف سمعتها وأسمعها ... وصدقوني كلما سمعتها أحسست أنها مدح لا أستحقه، بل ربما تكون وساماً. وفي مرات الضعف القليلة كنت أراجع نفسي لعلي أكون على خطأ وربما يكون من حولي وما حولي هو الصواب إلا أنني سرعان ما أعود أقوى وأعند مما كنت لأفتخر مجدداً بهذا اللقب.. متخلف

23‏/05‏/2009

أما التلميذ يبقى مستر (4).. جويرية وسحر روحين في زكيبة

غلاف مجلة عملتها معاهم.. الغلاف فيه أنس وفاطمة وجهاد وسحر وجويرية وسلمى (التصميم نفذته صديقة من سوريا)




جويرية وسحر.. روحين في زكيبة


أيام ماكنت باشتغل في معهدهم الأزهري في امبابة (2006) كانوا في سنة 6 ابتدائي.. بس ما شاء الله كان نضجهم الفكري أكبر بكتيير من بنات في الجامعة وأكبر كمان..
مكنتش باتكلم مع الاتنين دول تحديداً أو اتعامل معاهم بقدر سنهم.. كنت باتعامل مع آنسات عقل الواحدة منهم يوزن بلد..
الاتنين مثال جميل للصداقة البرئية -أدامها الله- ومع ذلك هما دايماً في منافسة حامية لأن الاتنين بيألفوا قصص بشكل جميل جداً لأنهم بيخلوا فيها عبرة دايماً للقارئ..
في مرة سمعت عن مسابقة على مستوى الجمهورية لكتابات الأطفال والشباب عاملاها وزارة الشباب ودار الهلال..
عرضت عليهم الفكرة ووافقوا.. كانت كتاباتهم فعلاً أكتر من رائعة.. ومحاولتش أتدخل فيها إلا في رتوش..
ومن 1200 عمل مقدم فاز 30 من بينهم واحدة من الصديقتين ومعاها تلميذة تانية -جهاد-  لدرجة إن منظمي الحفلة علّقوا على فوز اتنين من مدرسة واحدة..فازت (سحر) وفرحت (جويرية) فرحة حقيقية مش دبلوماسية

من أجمل الحاجات اللي ف الاتنين دول إنهم بيعلموا كل اللي حواليهم قيمة الصداقة الحقيقية بطريقة مش بنلاقيها كتير في اللي حوالينا..


ربنا يديم صداقتهم وحبهم لبعض

انا خايف!!



في كل مناسبة كنت أردد أني مبخافش من الموت.. لكنني أحترمه

وكنت أشعر فعلاً أنه ليس مرعباً كما يصور الناس ويتصورون

وعلى الرغم من كوني غير متشائم بصفة عامة إلا أنني -حقاً- كنت أعتبر أن الموت تجربة ليست مخيفة بهذا القدر

ولكن

الآن .. أستطيع أن أقول بلا مواربة وبكل صراحة:


أنا مرعوب من الموت

وسبب رعبي هو سؤال يدور في ذهني بعد أن رأيت وسمعت وعايشت موت الكثيرين في سن الشباب وربما الطفولة ..مات اثنان من طلاب المعهد خلال عام تقريباً .. مات زملاء وأصدقاء .. ومنذ أيام كنت ماراً بعد ساعات من حادث الطريق الدائري الذي رسمت أحداثه 50 سيارة تقريباً

السؤال الذي يجعلني مرعوباً:

يا ترى لو مت الآن.. هل أنا مستعد لسؤال الملكين؟؟ هل أعمالي كفيلة بأن تجعلني في موقف نتمناه جميعاً عند عرضها؟؟ هل وهل وهل؟؟

وغالباً الإجابة لن تكون في صالحي..


فاللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن طاعتك

21‏/05‏/2009

كلاكيت 33 مرة: عدت يا يوم مولدي

كملت سنين بعدد حبات السبحة النهاردة.. يارب قدرني أسبحك وأحمدك وأشكرك

كلاكيت 33 مرة: عدت يا يوم مولدي



+3
من صغري كانت كل أحلامي والمستقبل بشكل عام لغاية سن 30 بس.. عمري ما تخيلت إني عايش بعد الـ 30.. مش تشاؤم ولا حاجة وحشة.. بس هو ده إحساسي لسنين طويلة جداً ومعرفشي ليه
يمكن من صغري حاسس إن 30 سنة كفاية جداً ف الدنيا دي.. جايز ..


تورتة مدرسية

أما كنت شغال في مدرسة رواد المستقبل .. في أوضة تصحيح الإنجليزي كان بيتنصب سيرك يومي أبطاله المصحين والمصححات طول اليوم. وسبحان الله الشغل ماشي بمعدلات صاروخية.. يمكن عشان الصحبة والروح الجميلة اللي كانت بينا.

في يوم لقيت آنسة ومدام من الزميلات متزعمين حركة مش فاهمها ومرضيوش يقولولي... تاني يوم فهمت لقيت القسم كله اشترك في عمل حفلة واتضح إنه كان يوم ميلادي

المشكلة إني كنت تعبان يومها لدرجة إني مقدرتش آكل ولا أشرب .. والكل شارك من أول صاحبة المدرسة اللي رمت صواريخ ف الأوضة !!! ما عدا واحد زميل نرفزني.. جاي يقولي إن ده بدعة.. قلتلو كل الناس الموجودة كبار وعارفين إنو مفيش إلا عيدين بس.. لكن الفكرة مش ف الاحتفال نفسه الفكرة في قيمته.. لقيته زعل وخرج م الأوضة.. اللي يغيظ إنو رجع وأكل م التورتة وأنا عشان كنت تعبان ما أكلتش منها !!!


أحمد إبراهيم
من التهاني السنوية بيوم ميلادي تهنئة أحمد صديقي اللي اتعرفت بيه من أيام ثانوي.. من مواليد نفس الشهر..
السنادي راح احمد.. راح بهدوء على غير ما اتعودنا منه
كان اكتر واحد طموح في المجموعة.. أكتر واحد بيفكر في الدنيا، وكمان أكتر واحد بيفكر في اللي بعدها..
أفكاره ومشاريعه كانت فعلاً مبهرة وابتدا ينفذها بعقلية رجل أعمال قبل مايكون محامي
وفي نفس الوقت كانت عنده روحانيات جميلة.. أما يتكلم في الزهد تنسى تماماً البزنس مان.. وده عشان الصدق بتاعه
في هدوء.. بعيد عن الأهل والأصدقاء.. في الغردقة مركز أعماله.. نفذ قضاء الله وهو نايم ..
الله يرحمه

أكيد أكيد.. هيوحشني


09‏/05‏/2009

جودي.. هتسيب علامة ف بيتك

أم البراءة جودي جنب أختها روان

لو جودي ماسابتش مين هايسيب.. انت بس اديها أول خمس دقايق للاستكشاف هاتلاقي قدامك ملااااااااااااااك برئ وبعد كده هاتلاقي العلامة ف بيتك وف وشك وف كبرياءك اللي بتهوي تدشدشه

جودي بنت زميلة وصديقة وهي -البنت مش الأم- عندها 3 سنين بس وأزعة لكن جبااااااااااارة

جت شكوى من زميلة مامتها ف المدرسة إنها في فصل كي جي بتشتم زمايلها ومدرسينها.. مامتها ف البيت بتقولها: يا جوجو مينفعش نشتم صحابنا صح؟ بكل براءة ردت: ولا الميس يا ماما!!!!!


اول يوم دراسه قالت لمامتها وهي بتلبسها: ماما هو انا رايحه المدرسه؟؟؟ قالتلها اه يا جودي ردت و قالت: طب اللي هايقولي ذاكري هقطعه!!!


م الباب للطاق راحت لباباها وقالتلو: بابا.. لو مبطلتش تدخين هتموت وماما تجيبلنا بابا غيرك.. طبعاً هاج وماج في ماما اللي حلفت بكل الكتب المقدسة إنها منطقتش حرف واحد .. وطبعا جوجو البريئة ولا قطنة مدام نظيفة: مبتكدبش


في بيت جدتها مكانش ليها هدوم تقعد بيها .. الست جابت لها بادي كان عندها طبعاً بقالها فستان وكان لونه أبيض.. جدها رجع م الشغل: ايه اللي انتي لابساه يا جودي.. بنفس البراءة: تيتة لبستني كيس المخدة!!! ونفس السيناريو الجد راح للمدام يزعق إزاي تعمل كده. ويقولوا ايه علينا.. ونظرات البراءة لسه على وش جوجو

نص المدرسة كانت بتتجنب مامتها تجنباً للاحتكاك بالمعلمة جودي.. لكن على مين: كنت كاسر عينها .. كل يوم أديلها بونبوناية وتسلم وتبوس كمان. بس للأمانة مكانتش بتعمل كده إلا أما البنبوناية تبقى ف بقها.. أما واحد زميلنا مكانش بيدفع الإتاوة كانت مفرجة عليه أمة لا إله إلا الله وأمة الثالوث.. مرة سمعتنا بنقولوا يا منوفي.. وبعلو صوتها (يا منيييييوفي)

سمعتها تعدت الحدود.. عم مامتها ف الكويت شافلها صورة على الفيس بوك وهي واقفة في طابور في المدرسة كتب تعليق:

بواسطة (........) ‏: 03 مارس الساعة 10:03 صباحاً‏
جودي وهي تقود مظاهرة طلابية تدعو فيها باغلاق المدرسة و تعطيل التلاميذ .....علشان تصدقو ني يا ناس ان البنت دية من اهم اسباب تدني الحالة التعليمية في بر مصر ....مناشدة اوجهها لكل المسئولين عن التعليم أأمل ان تأخذ بعين الاعتبار

جودي بعد مرور سنة كاملة في التعليم متعرفش تفرق بين العربي ولاإنجلش يعني تبص على حرف (ط) وتقول عليه (F)

حار العلم الحديث في ظاهرة البنت دي.. قالوا بس الحل نقول إنها وراثة.. لكن أغمى عليهم أما شافوا أختها الكبيرة.. روان.. نسمة ياخواتي .. وماشاء الله عليها غاوية تعليم لدرجة إنها بتألف مسائل عشان تحلها.. وبطلتنا الهمامة تخليها تسهي شوية ترجع تلاقي كراساتها طيارات ومراكب..

ربنا يحفظهم ويحميهم من كل سوء (على فكرة دي مش جلسة غيبة. دي نميمة لأنها بموافقة مامتهم)


وصفة "الأستاذ" لعلاج الهموم

الإنسان.. عبد الوهاب مطاوع أسكنه الله فسيح جناته

رحمه الله رحمة واسعة .. الإنسان قبل أن يكون الكاتب، صاحب الحس المرهف والأخلاق النبيلة اللي بتظهر في كل حرف، الصادق مش واحد بيأدي وظيفة وعشان كده ربنا زرع حبه في القلوب حياً وميتاً .. الأستاذ عبد الوهاب مطاوع جزاه الله كل خير

مرة قدم نصيحة لواحدة عندها من الهموم -لأ كمان والذنوب- ما عندها .. طلب منها تنفذ حاجة طلبها منا الرسول صلى الله عليه وسلم: تمسح على رأس يتيم

أسبوعين وبعتت الرد بأنها عملت كده وبتحكي على النضافة النفسية والعاطفية اللي حست بيها بعد كده..
لأن حاجة زي دي بترقق المشاعر وبتعمل غسيل ومكواه للقلوب مهما كانت قسوتها لأن الإنسان ضعيف قصاد الضعف.. أي ضعف: يتم، مرض، عجز، شيخوخة . وصدقوني مهما كان الشخص قاسي بتيجي لحظات بيلاقي إن ابتسامة طفل في وشه مكن تغيرلو حياتو كلها

للأسف إحنا بنفهم الحكاية غلط: يعني يوم اليتيم تلاقي دور الأيتام كأنه يوم الحشر والهدايا من كترتها مرمية على الأرض والولاد بيدوسوها.. بس محدش فكر في حالة الطفل اليتيم ده أما مايلاقيش اللي يخبط عليه تاني يوم ويقولو صباح الخير..
والاقتراح إن كل واحد ياخد ولادو مثلاً أو اخواتو الصغيرين ويعرفهم على حد من الدور دي ويشجعهم إنهم يسألو عليهم ولو بالتليفون..

في دور أيتام فيها إمكانيات مادية مهولة (عدد قليل منها) يعني م الآخر الولاد اللي فيها مش محتاجين هدايا ولا تبرعات بس تخلوا أما تبقي عقوبة اللي ميسمعش الكلام إن الزائر يقولو: طب مش هاجي هنا تاني!!!! أو أما الولاد ميرضوش يتعشوا عشان رحلة الأطفال اللي ف سنهم ما تخلصش ويقعدوا معاهم أكبر وقت..

وأعتقد إن أكتر حاجة ممكن ترقق القلوب إننا نعرف إن "أغلب" نزلاء الدور دي مش أيتام.. لأ.. لقطاء بكل معاني الكلمة.. يعني في واحد وواحدة (مقدرش أنسبهم للبشر) سابوا أطفال بريئة وطعومة زي دول وهما عايشين حياتهم عادي خااالص.. حسبنا الله ونعم الوكيل

صدقوني وصفة المرحوم عبد الوهاب اللي هي من هدي نبينا صلى الله عليه وسلم روشتة مضمونة لجلاء كل الهموم.. جربوا ومش هاتخسروا بل بالعكس المكاسب بالجملة: دنيا وآخرة

بص ف ورقتك


عارف إن الموضوع المرادي مش هايعجب ناس كتير هايعتبروني باقطع أرزاق

موضوع عن الغش كنت كتبتو في مجلة المعهد اللي تعينت فيه (أول بختي يعني) وطبعا اتنشر بغض النظر عن السبب: ديمقراطية، حرية، لوي دراع خصوصاً إني كنت عامل حوار مع مدير الامتحانات على مستوى الجمهورية... هييييييه يرحم الأيام.. وده كتبتو قبل ماعرف إن المدرسين دلوقتي بيغشوا ف امتحانات الكادر يعني الكل زعلان زعلان
------------------------------------------------------------------------



تخاريف من كوكب تانى:
1 + 1 ≠ 2 !!
" يسقط ".. فعـل ماضى !!!
5 = 3 !!



بعنوان كهذا أتخيل ( أبوالأسود الدؤلى) – واضع علم النحو – يؤكد اعتزاله وقبوله عرضاً للعمل كمدرس للغة الصينية فهى أسهل.. بينما يجرى (الخوارزمى) - واضع علم الجبر – حافيا بين القبائل صارخاً بأن ما جمع بين 3 و 5 " بااااطل" . ومن بعيد أرى نظرة خيبة أمل من العالم الأندلسى (ابن الشاطر) أول من برهن " بحساباته " أن الشمس هى مركز الكون, والذى عقد مؤتمرا صحفياً أعلن فيه أنه يتبرأ حتى من تشابه الأسماء بيننا .. ولهؤلاء جميعا أعتذر. ولكن الحقيقة إننى لا أتجنى لأن هذه التخاريف هى رأيى الشخصى وليست أخطاء طلاب مثلاً .


الحكاية تتلخص – فى بساطة مخلة – أن هذا للأسف الشديد صار هو اللغة التى تحكم "البعض " فى العملية التعليمية ؛ حيث أصبحت معظم الامتحانات مجرد حلقة من مسلسل تخريج أجيال يخجل الفشل نفسه أن توصم به فأنا أتصور أن هذا البعض يقسم أن النجاح لابد أن بعم على الجميع ضارباً عرض الحائط بأبسط قواعد المنطق . والويل كل الويل لمن يحنث بهذا القسم حتى لو كان الطالب نفسه الذى ينجح رغم أنفه ليترك مكاناً لغيره فى طابور خريجى الأمية.


المشكلة أن الأمر بهذا أنهى عصر " الغش " الذى يقوم به طالب يعتبر – شئنا أم أبينا – طالبا ذكياًَ خفيف الحركة لأنه كان يستطيع الغش رغم وجود المراقبين إلا أن القائمين على تعليمه استكثروا عليه هذه المواهب الشريرة فحولوه إلى مجرد آله كاتبه وذلك باستحداث نظام "التغشيش " الذى لا يقوم فيه الطالب بأى مجهود يذكر حيث لا حاجة له حتى بورقه الأسئلة لأن أجوبتها تصله حتى قبل أن يخط اسمه (!!).. وقد اعترض هؤلاء من قبل على استخدامى مصطلح " تغشيش " مؤكدين أنه والغش سواء متناسبين أن " تفعيل " أبدا لا تساوى" فعل" فالأولى بها تحفيز ومساعدة أما الثانية فالفاعل لا حول له ولا قوة إذ يعتمد على نفسه .. وهكذا و بطرفة عين ساوى هؤلاء بين "تفعيل" ذات الاحرف الخمسة و "فعل" ذات الثلاثة حروف فجعلوا الخمسة مساوية للثلاثة(!!) . إن الفرق شاسع فالتغشيش عملية منظمة تبدأ باختيار ملاحظين يفهمون أصول اللعبة وقواعدها .. وتمضى رحلة التغشيش إلى التصحيح حيث القواعد لا تخفى على أحد .


إلى هنا تسير القافلة وتعوى كلابها .. لا فرق ؛ فالكل ينال المباركة بعبور أبواب النجاح ولكن مع عدم تجاهل نظرية " البطن والظهر " الشهيرة فمن له ظهر لا مجال لوكزه فى بطنه. وهنا تختلف الأظهر فهذا طالب له مجرد فقرة فى العمود الفقرى وهذا له " الفقرى " كله , أما الثالث فله ظهر احدودب من كثرة من يحميهم . المهم أن مسألة الظهر تتباين تبعاً لحجمه وأسلوب تعامله فمنهم من لا يتردد فى دخول لجان أقاربهم رغم أنه ممنوع بسببهم من دخول المكان كله , ومنهم من يفضل نظرية " دارى على شمعتك " ومنهم من يدخل لقراءة الأسئلة فيندمج ويقرأ الأجوبة ومنهم .. ومنهم .. ومنهم .. ولكن هذه التدخلات استثنائية الغرض من ورائها دعم هؤلاء الصفوة فى الترتيب مثلاً ولكن النجاح نفسه أمره منتهى ؛ فالكل ناجح نجاحاً لا رجعة فيه .


والنتيجة : طالب استنام لمثل هذا النظام فأهمل الاستذكار لأنه يجد فيه مضيعة للوقت مادام النجاح مضمونا ولو من الدور الثانى والأدهى أن الطالب أدرك أنه يمتلك " صك غفران " يضمن بموجبه النجاح فلم لا يفعل ما يعن له من صور نراها تجد السلوك الأسوأ لطالب علم ثم نضرب كفاً بكف حسرة على أيام زمان متسائلين " من المتسبب فى هذا ؟ !! "

لقد حول المتسببون فى هذا فعل " يسقط " إلى فعل ماض لم يعد له وجود فى أيامنا ؛ فالنجاح للجميع . وأخر ما قد أقصده أن يستخدم النجاح والرسوب كسوط عقاب للطلاب كما كان من قبل. لا ... بل أقصد أن الطالب حال أدرك أن الطريق الوحيد لنجاحه هو تحصيل العلوم لعكف على ذلك بما لا يدع مجالاً لإظهار ما يحمله من قبيح السلوكيات .


ويقدم لى هؤلاء مبررات واهية لما يقومون به من تغشيش وفيما يلى رد على بعضها :
أولاً : لا مبرر نهائياً للجوء للتغشيش لرفع نسب النجاح ففى حال وجود انضباط فإن نسب النجاح ستعبر عن المستوى الفعلى للطالب والمعلم معاً . فمرحباً بـ " لم ينجح أحد " ونجحت أخلاقيات جيل كامل .
ثانياً : يكذب على نفسه قبل غيره من يدعى أن مسألة التغشيش إنما مرجعها الرفق بأولياء الأمور !! فليدلنى أحد إذاً على ولى الأمر الذى يهلل للنجاح " الشيطانى " لابنه مقابل سلوك عقباه غير محموده . ثم أين الرفق – ياهؤلاء – بالمعلم الملتزم الذى يبح صوته ولكن أدراج الرياح فما يفعله طوال العام تضيعونه سدى فى لحظات .
ثالثاً : من غير الإنصاف القول بأن التغشيش مرجعه أن المعلم قد يتغيب أو يهمل مما يستلزم تعويض الطلاب فى الامتحانات !! وبحسب معلوماتى المتواضعة فانه يتوجب إيجاد البديل أو عقاب المعلم إذا كان ذلك عن استهتار .
رابعاً : ثمة دفاع خطير مفاده أن الغرض من عملية التغشيش أن يحصل الطالب على " شهادة والسلام " ! يأتى هذا فى الوقت الذى تعمل فيه الدولة على الاهتمام بكيف لا بكم التعليم . وفى هذا أدعو أصحاب هذا الدفاع
للنظر إلى نتيجة ما جنته أيديهم من خريجين لا يجيدون القراءة والكتابة وما شابه ذلك .
وآخر المبررات هو محاولة خبيثة لإضفاء شرعية على ذلك بالزعم أن " كله كده " وهو غبن واضح لا أعتقد فى صحته . وبافتراض أن هذا التعميم – على ظلمه – صحيح فلماذا لا نكون أنموذجاً مثاليا يحتذى بـه غيرنا ونكون سباقين لتقديم صورة مشرقة مشرفة 0


إن " 1+1=2 " مسلمة رياضية دخلت موروثنا الشعبى للدلالة على صحة الأمور واستقامتها. إلا أن هؤلاء يجعلون 1+1 مساوية لأى شئ إلا 2 فهل يطول الإنتظار حتى تعود الأمور لأصلها؟
حتى هذا الوقت أقول مع القاضى الجرجانى :

" ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ولـو عظمــوه فى النفـوس لعظمــا
ولكــن أهــانـــوه فهــانوا ودنســوا محيـــاه بالأطمـــاع حتى تجهمـــا "

" أحلام رومانسية ".... عبارة تقال فى وجه من له مثل الرأى السابق بعد أن يقال الجزء الأسوأ فى غيبته... إلا أن ما أطلبه شىء طبيعى مررت بـه شخصياً – وغيرى الملايين بدءاً بدراستى الابتدائية وحتى نهاية الجامعية من أنه على قدر العمل يكون الجزاء 0

وختاماً أتمنى من هؤلاء الكف عن التغشيش والعمل على إنهاء ما تبقى من الغش وتحقيق المساواة التى من أجلها شرعت الامتحانات .. وليتنى أرى هذا اليوم قبل عودتى لكوكب المريخ الذى أتيت منه

كلمني ..شكراً



"كلمنى.. شكراً" عبارة عرفناها من رسالة الموبايل الشهيرة. ولكن هاتين الكلمتين تعبران عن مطلب للجميع؛ فإذا طلبته من شخص ستجد أن هناك من يطلبه منك في دائرة لا نهاية لها.

أحباب الله : كلمني شكراً
نعم .. كلمني؛ فانا – الطفل – أحتاج كلماتك كما أحتاج أن تسمعني ولا تتجاهل أسئلتي. ألا تعرف أن مرحلة الطفولة –التي أعيشها- هي مرحلة الغرس. هاأنا ذا صفحة بيضاء مستعدة لتلقي ما يكتب فيها. وشتان الفارق بين اللوحة البديعة التي تنقشونها فيها عندما لا تبخلون –آباءً وأمهات ومعلمين – بوقت هو من حقي؛ وبين صفحة تمتليء بـ "شخابيط" من هنا وهناك نظراً لإهداركم حقي في أن أسمعكم وأن تسمعون مني.
في الحالة الأولى بالتأكيد ستتكون شخصيتي بسمات مميزة لأنكم استمعتم لطلبي البسيط: "كلمني..شكراً" فتكلمتم واستمعتم أيضاً لأسئلتي وملاحظاتي بلا ضجر أو ملل.
أما الصورة الأخرى فسأكون بها شخصية باهتة مضطربة تسير في طريق نهايته –للأسف- معروفة.

المراهقة: كلمني ..شكراً
يا كل كبير لماذا تصمم على تصوير المراهقة وكأنها جريمة لا تغتفر.
كلمة "مراهقة" –سيدي الكبير- ليست تهمة ولا هي شيء يعيب. بالعكس تماماً فهذه المرحلة هي الجسر الذي يربط بين الطفولة ببراءتها وبين مرحلة النضج بمسئولياتها.. هي المرحلة الانتقالية التي تتضح بها معالم الشخصية وتختلف فيها نظرتي إلى الحياة .. هي مرحلة المشاعر الصادقة التي لا تحتاج إلا إلى توجيه..
نعم .. هي أيضاً مرحلة الاندفاع والتمرد. ولكن هل حاولت أنت أن تحتوي هذا الاندفاع؟ هل أعطيتني أذناً تسمع مني آرائي دون سخرية أو لامبالاة؟؟ هل أعطيتني وقتاً تعرف فيه مشاعري وعواطفي وإلى أين تتجه؟؟
لا أريد منك توجيهات فحسب بل أريد أن تعرف ما يعتمل بداخلي. ألم يقل الفيلسوف القديم: "تكلم حتى أراك" وكان يقصد أن كلام الشخص يعبر عن مكنونات شخصيته.
ساعدني وتقبل أفكاري وآرائي حتى يمكنني أن أتقبل نصائحك وتوجيهاتك.
كلمني .. شكراً ولكن لا تكون أنت المحاضر وأنا المستمع فحسب وإلا فإن لدي من أدخل معهم في حوار متكامل، أخذ ورد وأعرف يقيناً أنهم لن يعجبونك ولكن.. قل لي أنت ما الحل إذا لم تقم أنت بهذا الدور؟!

فرسان الإرادة: كلمني .. شكراً
نحن تلك الفئة التي تطلقون علينا ظلماً صفة "معوقون" ومعنا الأيتام في الدور المخصصة لهم نصرخ معاً: كلمني.. شكراً فنحن نحتاج إلى من يتكلم معنا .. لا نحتاج تبرعاتك أو هداياك أو حتى مشاعر الشفقة التي تقتلنا في اليوم ألف مرة. لا نحتاج كل هذا بقدر ما نحتاج منك أن تتبادل معنا حواراً نتكلم فيه ونسمع حتى نحس أنه لم يفتنا الكثير ولا ينقصنا شيء مما لدى الآخرين؛

كلمني.. شكراً حتى أشعر أنك الأب والأم للأيتام.. أنك العين للكفيف والأذن للأصم حتى أسمع وأرى وأتحرك من خلالك.

خريف العمر: كلمني ..شكرا
سامحوني لأنني أطلب منكم المطلب الذي لم أستجب له عندما طلب مني مراراً في الماضي.
أنا الآن نزيل بدار لرعاية المسنين أمثالي.. كان أبنائي وأحفادي يلحون علي أن أجلس معهم لنتحاور وأسمعهم لكني لم أفعل وإن فعلت كنت أستحوذ على الحوار؛ أعطي أوامراً وأفرض آرائي عليهم وكانت الجلسة تنتهي دوماً بـ "خناقة".
اليوم أتذكر كل هذا وأندم أشد الندم لأنني اليوم أحتاج إلى من يؤنس وحدتي.. إلى من أحكي له عن جحود الأبناء الذين ألقوا بي هنا بلا رحمة . وكم بكيت عندما رأيت صورة ابن يحمل والده أثناء مناسك الحج. وبالطبع لا أحتاج إلى من يخبرني أنني سبب ما فعله أبنائي بي لأنني لم أستمع إلى مطلبهم العادل والذي أحتاجه أنا أشد الحاجة في أيامي الأخيرة: كلمني .. شكراً.