11‏/02‏/2011

هوامش على دفتر الثورة (1)

هوامش على دفتر الثورة





في القلب





وليس مجرد هامش.. في قلب صفحة الثورة.. وفي قلب مصر.. وفي قلب كل مصري.. وفي قلب كل من يجني ثمار نبتة روتها دماؤهم الطاهرة التي سالت بلا ذنب إلا لكونها بريئة طاهرة


في القلب أرواح شهداء نالتهم يد الغدر الجبانة التي لم تعتد أن تمد يدها للزهور النضرة إلا لقطافها ليس إلا .. لا للاستمتاع بعبيرها الذي لا يبخل عن أحد

رحمهم الله رحمة واسعة .. وأسكنهم مع النبيين والشهداء والصديقين والأبرار.. وجراهم عن كل من يتنسم عبير الحرية التي دفعوا ثمنها بدمائهم كل خير





هامش 1: اعتذارات




عندما يجد المرء نفسه متقازماً أمام أمر ما أو شخص ما فذلك لأن هذا الأمر أو الشخص أكبر وأعظم بمراحل


وكم يحز في القلب أن يكون أقصى ما يقدم هو "أضعف الايمان".. ولكن الله أعلم.

وثمة اعتذار قدمه ويقدمه وسيظل يقدمه الكثيرون لشعب طالما وسم بأنه جامد صامت لا ينطق مهما حدث..


وأعترف أنني اقتبست تعليقاً بعد تونس كان يقول: "يوجد عشرات النسخ من زين العابدين ولكن كم نسخة توجد من الشعب التونسي".. اعترف أنها كانت اقتباسي المفضل آنذاك


أعتذر لأنني لم أعرف قيمة الشعب الذي أنتمي إليه وإن كان هذا الشعب من أوحى بذلك على مر العهود.. والآن أجزم أن هناك عشرات النسخ من الشعب التونسي والمصري .. وأنه لا محال مع إرادة الشعوب




هامش 2: في انتظار بيان (2)


بعد دقائق من خطاب "سكت دهراً.." وبعد ساعات من بيان رقم (1) .. البيان الأول المرقم منذ بيانات أكتوبر العزة..

مصر تحبس أنفاسها في انتظار بيان ليس مطلوباً منه إلا أن يشعر فيه المصري أنه ابن هذا البلد العريق.. وأن هناك من يحفظ له الحق الأدنى من الكرامة في بلده التي طالما امتهنت كرامته..


ليته لا يكون مثل مخاض الجبل



هامش 3: أكشاك الدعارة

في الأسبوعين الماضيين ظهرت أكشاك دعارة سياسية عديدة.. أقول أكشاك لأنها من حقارتها لا ترقى لأن تكون بيوتاً فضلاً عما لكلمة "بيت" من قدسية..

أكشاك تمثلت في أبواق إعلامية فاضحة ترتكب أفعالاً خادشة لكل حياء في الطريق العام بل وتتسلل بها إلى البيوت الشريفة..


صحف وقنوات لا تتورع عن الكذب البين والتضليل بطريقة لا تنطلي على طفل يحبو..


كانت شمطاء في بداية الثورة بأن كانت ترتكب الدعارة العلنية بأن تخفي ما لا يخفى: تخرج في وضح النهار في يوم مشمس لتنكر وجود الشمس!!! وليت الأمر في حجرات مغلقة لكان هان.. ولكن العالم كله يرى إلا من عميت بصائرهم من أصحاب ورواد تلك الأكشاك..


وبعد أيام عندما ظهر الحق وزهق الباطل كانت مرحلة دعارة جديدة.. فرواد تلك الأكشاك لا يريدون لأحد أن يكون طاهراً فكانت مرحلة التشكيك بطرق أضحكت القاصي والداني وباتهامات يتورع عن "رصها" أي منولوجست في فرح بلدي..


هطل جعل لكل أجهزة استخبارات العالم هدفاً وحيداً وهو تجنيد شباب الميدان بطريقة جمعت كل الأضداد: حماش والموساد، إيران وأمريكا، ..إلخ فضلاً بالطبع عن جيوش حنظلة وسراقة بجمالهم وخيولهم..


وعندما أدرك مديرو اكشاك الدعارة ومن ورائهم أصحابها أن الأمر لم يفلح لأنه يحمل اتهاماً مبطناً بالتقصير لأجهزتنا الساهرة إذ سمحت لكل هؤلاء أن يرتعوا بلا رقيب في ميداننا..


وبلغ العهر قمته في المرحلة الحالية التي خلع فيها رواد الأكشاك جلودهم تماماً وبدأوا في الانقلاب 180 درجة لمسايرة الموجة بطريقة تثير الغثيان..


أصبحت المحظورة محظوظة .. وأصبح حملة الأجندات من حملة النياشين.. والانفلات أصبح ثورة.. وأسبح "العيال اللاسعة" ضيوفاً على البرامج الحوارية.. وصار المذيع ذو اللسان السليط مؤدباً مكتوف الأيدي –حرفياً كما رأيت- مذكراً طوال الحوار أن تدخله للتوضيح لأنه لا يحجر على رأي أحد..

لله در عمار الشريعي الذي اتصل بالتليفزيون الحصري العصري كاشفاً سوءاتهم المكشوفة من الأساس ..


ومثل كل ماسبق يقال على الإعلام المطبوع الذي لا أعتقد أن تغيير قياداته سيقنع أحداً بجدية التغيير، كما لن ينجح في محو الخطايا التي ارتكبت باسم الإعلام في تلك الفترة وما سبقع\ها بطبيعة الحال.





اللهم لا تطل عهدنا بأكشاك الدعارة تلك



هامش (4): لجنة (ولكن)


لا يبعد هذا الهامش عن سابقه إلا قيد أنملة


مع تعدد اللجان التي انبثقت عن لجان أغلبها –تأدباً- من المهمشين أو الكارتونيين أو الباحثين عن مقاعد في وليمة لم يدعوا إليها والكل باحث عن مصالح شخصية بحتة- ظهرت لجنة الرقص على الأحبال والتي تعرف بين المثقفين –الشرفاء بالطبع- باسم مجموعة ولكن..



ذلك أنها انتهجت نهجاً لا تخسر به في أي ظرف كان.. يبدأ الواحد منهم حديثه أو مقاله بالإشادة بشباب 25 يناير وأنهم خيرة شباب البلد وووووووو.. ثم يضيف الكلمة السحرية : ل – ك – ن


تلك الكلمة التي تحيل أجمل الأحلام لكابوس وتجعل من الأجواء الملائكية احتفالية إبليسية من الدرجة الأولى

بعد (لكن) الخبيثة يبدأ الأخ من إياهم في تكرار حق يراد به باطل وهو استقرار مصر والحفاظ عليها واستمرار مسيرة الثلاثينية الأولى لنبدأ بها الثلاثينية التالية..



هامش (5) : لكشي دعوة


كثيرة هي الاتهامات للمصريين باللاوعي وما شابه من اتهامات.. ولكن لأثبتت الأيام أن المصري لا يزال ذلك الشخص الذي يفهمها وهي طايرة حسب التعبير المصري الأصيل


منذ شهور نطق أوباما "السلام عليكم" وتخيل الكثيرون أنه سيحرر الأقصى ولكن هذا لم ينطلي على المصري الذي جلد الوافد من البيت الأبيض بسياط السخرية المصرية الأصيلة..


فعلها خامنئي –مرشد الثورة الإيرانية- منذ أسبوع في خطبة باللغة العربية في دولة تحقر كثيراً من لغة القرآن أمام لغتها الفارسية .. وكم كان المشهد مضحكاً وآلاف الحضور يهزون رأسهم تدبراً وهم لا يفهمون كلمة واحدة.. في البداية ظننتها دبلجة ولكن بحركات الشفاه أدركت أنها مقصودة لتكون رسالة للمصريين البسطاء الذين لا يعون شيئاً .. ولكن خاب ظن من أمر بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين ضده منذ عام واحد وكان الرد القاسي بأن رفضت مصر "الشعب" تلك المحاولة الرخيصة.. تماماً كما رفضت أية محاولة لمناورات سياسية من هذا الطرف أو ذاك وكانت الإجابة الصادمة من كل مصري: خليك في حالك






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق