25‏/02‏/2011

هوامش على دفتر الثورة (२)

هامش (६): وشوش
أن تكون مؤيداً لمبارك فهذا موقف يخصك ورأي يجب على الجيمع احترامه لأنه لا إجماع على أي شيء؛ حتى المولى عزوجل –رب العالمين- هناك من يختلف حتى حول وجوده.. ومع ذلك فقد جعل الله لكلٍ أن يختار ما يريد بدءاً من العقيدة إلى كل الأمور
ولكن..
أنا عن نفسي أحتقر كل من يتلون بلون المرحلة بعد أن كان على الطرف الآخر.. أحترم جداً من كان مؤيداً لمبارك وعهده وبقى على قناعته التي قد أختلف أو أتفق معها
أما المتلونون بسرعة تحسدهم عليها الحرباء فهؤلاء جديرون بكل احتقار من الجميع: المؤيدين والمعارضين.
أنا ضد أن يحول المنتصرون في المرحلة الحالية من عاداهم إلى خونة وعملاء.. بالعكس
إلا أن هذا ينطبق على من خالف الرأي بشرف وبفروسية.. ويزيد الاحترام لمن تمسك برأيه طالما أن لديه قناعاته
أما من قاموا خلال 24 ساعة أو أقل بالتغيير بدرجة 180 من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار فهؤلاء لا مجال لقبولهم .. ويكفيهم أن الشعب –الذكي جداَ- عرفهم وكشفهم ويفضح ألاعيبهم



هامش (७): إلا انتو
أعرف أن لحوم العلماء مسمومة وأن الخوض فيهم لا تؤمن عواقبه.. ولكن موقف شيخ الأزهر يثير علامات استفهام كان البعض –وأنا منهم- يفترض فيه أن يزيل تلك العلامات بما يقدم عليه من خطوات تعمل على استعادة لمكانة الأزهر
كان الإمام الأكبر يعيد ويزيد في النصح للشباب بصيغة "ولكن".. إلى أن جاءت الفتوى الأخيرة بتحريم الخروج يوم الجمعة لأنه يؤدي لفوضى وفيها خروج على الحاكم!!
وغاب عن شيخ الازهر أن ينصح للحاكم لكي لا يخرج عليه شعبه.. غاب عنه أن يبين حكم من يقتل الشباب العزل.. وغاب عنه أن يوضح رأي الشرع في استغلال المال العام.. وفي تزوير إرادة الشعوب.. وفي الاستخفاف بكل القيم والاعراف والمشاعر.. وفي وفي وفي
وليته فهم رسالة المتحدث باسمه عندما استقال من منصبه –الذي لا يحتاجه- ليكون بين أبناء شعبه
وليته يفهم..
وعلى الطرف الآخر كان نفس الموقف للبابا شنودة .. رجل الدين الذي سيس الكنيسة وجعلها دولة داخل الدولة: لا تأبه لأية أحكام قضائية ولا قوانين ولا دساتير ..
دائماً ما يشدد على أن الكنيسة دار عبادة والرهبان ليسوا ساسة.. وهدد بحرمان كل من يخرج في المظاهرات بالشلح إن كان راهباً أو الإقصاء عن رضاه إن كان من "شعب" الكنيسة كما يحب أن يسميهم
استنام البابا لعهد حقق فيه الكثير من المكاسب التي جعلت مجرد ذهابه إلى الدير إشارة لغضبته من النظام الذي يسارع لاسترضائه بكل السبل التي تتعارض في غالبها مع القانون وربما الشرع
البابا الذي يحظر التظاهر كان هو من أرسل بعض كهنته إلى الميدان الآخر لتأييد النظام.. وكان –وهو رأس الكنيسة التي لا تعمل بالسياسة- هو من تطوع بتأكيد أن ابن الرئيس هو أحق من يخلفه.. وهو من أمر بدق الأجراس ابتهاجاً بفوز الرئيس في الانتخابات اياها

ليت كل مسلم ينسى أن يعود الأزهر إلى مكانته طالما كان تابعاً للدولة، وأن ينصح لإمامه الأكبر ألا يخشى في الله لومة لائم.. وأن يضع نصب عينيه قائمة أسماء تبدأ بالعز بن عبد السلام الذي أفتى بعدم جواز تولي المماليك الحكم لأنهم عبيد- إلى جاد الحق الذي كانت فتاواه تخرج ممهورة بعبارات تؤكد –حقيقة- أنها فتاوى لا مجال للهوى أو السلطان فيها
وليت كل مسيحي يدرك أن البابا ليس إلهاً وأن الكنيسة ليست دولة وأن المسيحيين ليسوا شعباً مستقلاً بل هم إخوة في الوطن .. وإن لم يستطيعوا أن ينصحوا له فعلى الأقل يكتفوا منه بدور رجل الدين.


هامش (८): كنائس في حماية المسلمين
لأن الشارع الذي أقطن فيه غالبيته من المسيحيين فقد كنت في دورية ليلية مع جار مسيحي يشغل عمه مركزاً سيادياً في الكنيسة المصرية..
سألني سؤال مباغت: كم كنيسة في مصر؟ أجبته ممازحاً: كتير.. مانتو أكتر م الهم ع القلب؟ ضحك وسأل مجدداً: كم كنيسة تم نهبها أو حرقها في الأيام الماضية التي لم تكن فيها أية حراسة؟ قلت: لم أسمع عن أية حادثة
فهمت مقصده.. وتعجبت كيف لم أنتبه لهذا.. بالفعل لو أن الأمر طائفياً لكانت الكنائس والأديرة أسهل الأهداف
المفاجأة -بالنسبة للبعض- أن جزء كبير من حراسات الكنائس –الشعبية بعد انسحاب الشرطة- كانت من الجيران المسلمين !!!

وفي رأيي أن هذا أمر غير مستغرب في مصر التي تشهد أجمل علاقة بين الاقلية والأغلبية في العالم بأسره

تذكرت لقاءاً للبابا في معرض الكتاب في التسعينيات سألته فيه: لماذا لا تتركونا نتعايش اجتماعياً ولا تدخلوا السياسة: لا الكنيسة ولا الحكومة؟ فأنا مؤمن أننا –اجتماعياً- مثال نادر للتعامل بين أقلية وأغلبية في كل العالم.. وأراهن على ذلك.. ولكن دخول السياسة يزيد من الاحتقانات. وكان الرد منصباً على التعليق على إني اسم على مسمى وشوية كلام دبلوماسي يتميز به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق