13‏/04‏/2011

دموع اللاشماتة



لا أدعى أنني تعرضت لظلم بيّن في عهد مبارك، ولا أزعم –كما فعل الكثيرون- أنني كنت من المطالبين برحيلة الكاشفين لفساد نظامه॥

ولكن ..

عند قراءة أخبار هذا اليوم الحافل وجدت دموعي تنساب.. شيئاً فشيئاً تحولت لبكاء متشنج..


لم تكن –بالطبع- دموع تعاطف مع الرئيس المخلوع المودع للحبس مع أبنائه؛ فحاشا لله أن أتعاطف مع من أهدر دماء زهور مصر قبل أن يهدر ثرواتها وسمعتها وتاريخها..

لكنها تبقى دموع...وبكاء


ليست شماتة. .وكيف أشمت في قضاء الله؟!

وكيف أشمت في وعد الله الذي وعدنا بأنه –تعالت قدرته- لا يغفل.. يمهل .. ولكن أبداً لا يهمل؟

يا الله!!


يا من لا يغفل ولا ينام.. يا من تعز من تشاء وتذل من تشاء

نسيناك ولم تنسنا.. قنطنا من رحمتك، ولم تعاقبنا بل أريتنا من آيات رحمتك بنا

وهل من آية أكبر من قدرتك التي شهد بها من يؤمن بك ومن يكفر بأن ما حدث لم يكن ليحدث إلا بإرادة إلهية وبتوفيق من رب العالمين.

نزلت دموعي وأقسم أنني لم أستطع إكمال قراءة أي خبر من فرط غمامة الدموع.


نزلت دموعي وأنا لم أكن سوى متفرج،

وهنا حاولت تخيل حال من تعرض للظلم، من نهبت أراضيه، من هتكت أعراضه، من تعرض للتعذيب، من ثكلت أبنائها، ومن ذاق الذل وتجرع القهر


كيف حال هؤلاء وهم يسمعون الأنباء المتواترة عن وصول أبناء الرئيس المخلوع مدانين –معه- بالتحريض على قتل أبناء الوطن الذي كان آخر ما يفكرون فيه؟


بم يشعر الآن أكثر من 1000 أسرة غرق أبناؤها في العبارة الشهيرة ولم تكلف الأسرة الحاكمة نفسها بنجرد كلمة تعزية بل ذهبت بكاملها لمبارة كرة قدم؟

وغير هؤلاء الكثيرين على مدار الثلاثين عاماً.. كيف تلقوا الخبر؟


وكيف تلقت الأسرة الحاكمة ذاتها تلك الأخبار هل أدركوا أن هناك من لا ينام؟ وأن دولة الظلم ساعة؟ وأن كل من نالوا منه في عنفوانهم لابد أن دعوة ماضية منه زجت بهم في غياهب السجون؟


وهل أدركنا نحن كل هذا ؟


وهل نفيك حقك يا معز .. يا مذل.. يا من بخسناك حقك ووفيتنا حقوقنا


وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق