15‏/09‏/2009

أنابيش.. صفحات من الزمن الجميل


أنابيش


في
حياة كل واحد منا فترة من العمر تستحق أن ينبش فيها ويستخرج من ذكرياتها كنوز الماضي ذلك الزمن الجميل
-----

أول أنابيشي عبارة عن مجلة مطبوعة قمت بإعدادها وإخراجها في المرحلة الثانوية (ديسمبر 1993) .. وعلى الرغم من أنها كانت ناقدة للكثير من الأوضاع إلا أنها -بحمد الله- نالت الإعجاب كما فازت بجوائز على مستوى المحافظة.


وكان اسمها (أنابيش)




افتتاحية العدد

بسم الله الرحمن الرحيم

"الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله"

بعد أن سُدَّت أمامنا طرق توصيل أصواتنا إليكم عبر الإذاعة المدرسية، فكرنا في هذ الإصدار الذي قدمنا فيه الرأي الحر والفكر المتحرر وانتقدنا دونما تجريح أو تطاول.
ولعل أول ما يتبادر إلى ذهنك –عزيزي القاريء-:

لماذا (أنابيش)؟

إنما أتى اختيارنا هذا الاسم لأننا نبشنا في العديد من الموضوعات وولجنا مناطق كانت تعد محظورة وتعدينا الكثير من الخطوط الحمراء. وكانت حصيلة كل هذا تلك الأنابيش التي بين يديك والتي نأمل أن تنال رضاءك كما نأمل أن تسامحنا إذا ما نسينا أو أخطأنا فما نحن إلا حباة في بلاط صاحبة الجلالة ... وبعد هذا لا يسعني إلا قول: "الحمد لله"

رئيس التحرير
أحمد عبد الله الشاطر


****************

الموضوع التالي كان الأكثر إثارة للجدل حيث كان يتناول ضرب الطلاب... والحمد لله صمدت المجلة في وجه التهديدات بوقف طباعتها وكان لنا ما اردنا

رسالة إلى معلمي


قديماً قالوا "دوام الحال من المحال". وكان الحال الذي لا أتمنى له الدوام هو حال المعلم اليوم وما آل إليه. وكذا إصراره على المخالفة الصريحة للقانون الإنساني والتشريعي.. ومن هنا كانت صرختي وكانت .. "رسالة إلى معلمي"


بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليس أبداً من العيب أن نخطئ ولكن العيب كل العيب أن نمادى في الخطأ.. وليس من العيب أن ينبه شخص آخراً للخطأ وإن كان من ينبه هو الأصغر سناً.. ورغم أنني الأصغر إلا أنني تنبهت لخطأ –بل جرم- ترتكبه في حقي ألا وهو إصرارك على ضربي –أنا الطالب- وهو كما تعلم ممنوع بنصوص القانون الإنساني والتشريعي.

سيدي:
ألا تعلم أن عصاك حين تنهال عليَّ لا تنهال على يديَّ فحسب بل على صورتك المثالية المرسومة في داخلي فتحطمها وتحيلها إلى فتات وذلك –سيدي- لأنك أهنتني وجرحت كرامتي وشعوري أمام زملائي بل أمام نفسي أيضاً؛ وليس أكثر بشاعة من جرح الكرامة.

سيدي:
ستقول إنك تعلمت وتربيت بهذا الطريقة ولكني أقول إن ظروفنا –نحن الجيل الحالي- تختلف عن ظروفكم حيث أن هذا العصر بما فيه من ضغوط حياتية جعل التمرد والعتاد من أبرز سماتنا فليس من المعقول أن تعود "الفلكة" بأن يظل المدرس ممسكاً عصا تفوقه طولاً في عصر الكمبيوتر وغزو الفضاء.. بالتأكيد سأشعر –أنا الطالب- برغبة في التمرد وإعلان العصيان ولكنني سأكبت مشاعري. وكما تعلم سيدي فإن الكبت يولد الانفجار لاذي لن يكون بأي حال من لاأحوال شيئاً محمود العواقب.. فلم رمي النار على الوقود ثم البكاء على ما كان؟!

سيدي..
إن هذا الجيل لن تصلح معه وسائل الأجيال الماضية بل يجب أن تكون صحية لا أقصد جسدياً بل نفسياً فيجب عليك –سيدي- أن تلم بشخصية الطالب فليس هذا الطالب مثل ذاك فلهذا شخصية ووسائل للتعامل معه ولذلك كذلك.

سيدي..
ما بالك بمن يضرب بما يجعلك تحس أنك في ميدان قتال لا دار علم وان حاملها إنما يتأهب لخوض حرب ضروس من عصي غليظة وخراطيم مياه وسعف نخيل وارجل مقاعد بل بمواسير معدنية!!!
أين نحن يا سيدي ؟؟ في أية قبيلة بدائية نعيش؟؟ وكل هذا في أغلب الأحيان والأسباب تافهة!!!

سيدي..
إن بيدك العديد من الوسائل غير الضرب فمعك دفتر أعمال السنة وبه خانة النشاط وخانة السلوك . كما أن القانون كما كفل للطالب حقوقاً كفل حقوقاً لك. فليس معنى تنازلك عن حقوقك أنني سأفعل.. لا وألف لا ؛ فلا معنى أن تترك الحقوق التي كفلها لك القانون والتي قد تصل لفصلي –أنا الطالب- من المدرسة وعدم قيدي بأي من مدارس الجمهورية. فلا معنى أن تفعل وتطالب بتنفيذ القانون بيدك.. بل بما في يدك.

سيدي..
أرجو ألا تأخذ الموضوع مأخذ التحدي والتطاول بل خذه مأخذ النصيحة الجادة من أخ صغير وأرجو ألا تنظر إليه من طالب لمعلم بل من أخ لأخيه الأكبر.

سيدي..
معذرة.. فقد أطلت عليك بالحديث لكنه كان لزاماً على أن أفعل لمصلحتك.. ثم مصلحتي...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من أخيك الأصغر:

أحمد عبد الله الشاطر
---------

مرفق صورة من موضوع بالأهرام بعنوان:
" ضرب التلاميذ في المدارس جريمة.. الأهرام 22 أكتوبر 1993"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق