29‏/04‏/2010

خواطر بلاد الحرمين (1)



لا كلمات


أية كلمات تلك التي يمكنها وصف الرهبة التي يشعر بها المرء عندما تقع عيناه على الكعبة المشرفة.. ذلك المغناطيس الضخم الذي يجذب الأرواح والأجساد إليه جذباً؟

واية أحاسيس يمكنها أن تضاهي إدراكك لكونك تطوف حول أول بيت "وضع" للناس في الأرض؟ بيت طافت حوله الملائكة.. وأعاد بناءه أبو الأنبياء.. وشهد بناءه مجدداً خاتم المرسلين عليهم السلام أجمعين ..

بيت لم ينكر تعظيمه حتى المشركون .. بيت جعله الله بيته الحرام؟؟

تسمع الآذان لتفاجأ أنك ربما لأول مرة تدرك فحوى عبارة "الله أكبر" .. تنظر إلى كل تلك العظمة لتجد أن الله أكبر.. يذكرك بها صوت شجي يزيد من الخشوع أضعافاً

تقام الصلاة لتجد نفسك في مقدمة وجهة العالم.. ففي أي مكان تقف لتصلي يصلي خلفك المسلمون على امتداد جهة من جهات العالم..

ثم ..

ما هي الكلمات التي يمكن أن تصف وقوفك أمام قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

تقف لتلقى عليه السلام: السلام عليك يا رسول الله.. ربما يكون الأمر هيناً
ولكن مجرد تذكر أن الله يرد روح رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرد عليك .. يرد عليك أنت.. وأنت أدرى بما تكونه وبما اقترفته وتقترف

تقام الصلاة لتصلي –وأنت أدرى بمن تكون- في مكان ربما يوافق ركوع أو سجود رجال حملوا هم الدين على أكتافهم واتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم تاركين خلفهم الدنيا والأهل وكل شيء ليسهموا في تأسيس هذا الدين..

تصلي أنت في ذات المكان وقد وصلك الدين كاملاً بدون عناء .. ولكن العبرة بما تمسكت به منه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق