29‏/04‏/2010

خواطر بلاد الحرمين (3)

أحباب الله



لدى معرفتهم بسفري لأداء العمرة مازحني الكثير من أصدقائي ومعارفي بأنهم يتمنون أن يهديني ربي هناك وأنهي حياة العزوبية بعد أن يئسوا في إقناعي بذلك..

ويبدو أن الله تعالى استجاب لهم بأسرع مما يتوقعوا .. هناك في بلاد الحرمين رأيت ما جعلني أتمنى من الله أن يمن عليّ بذرية صالحة:

رأيت أطفالاً تربوا في المسجد الحرام أو المسجد النبوي ..
أطفالاً تسير حياتهم وفق مواعيد الصلاة المختلفة بما فيها الفجر..

أطفالاً يتعلمون منذ نعومة اظافرهم قيمة الإيثار حين يقومون على إفطار الصائمين بينما لا يتناولون شيئاً إلا حين فراغ الجميع من الأكل بل وتنظيف المكان..

أطفالاً يقفون على حدود المطاف ليقدموا للطائفين أكواب من ماء زمزم: أحدهم –وهم دون الخامسة- يملأ الأكواب ، وآخر يقدمها وتقف أختهم على بعد خطوات بكيس ليضع فيه الطائفون الأكواب الفارغة..

أطفالاً يفرحون لمرأى آبائهم الكبار يجرون في منطقة الهرولة في المسعى ويشاركون آباءهم ما يعتقدون أنه لعب الكبار..




أطفالاً ما أجملهم في ملابس الإحرام التي يعودهم بها آباء وأمهات –زادهم الله إيماناً- على الامتثال لأوامر الله..

أطفالاً يقفون في انبهار لشرح الأب أن هذه البقعة ذات السجاد الأخضر هي من الجنة ، وتسرح أذهانهم ويزيد تشبثهم بتلك الجنة..

أطفالاً لا يجد الآباء بداً من ربطهم بحبل مزركش يربط يد الابن بيد الأم أو الأب تفادياً لضياع فلذة الكبد في الزحام..

أطفالاً يتلون ويحفظون كتاب الله في أطهر البقاع: المسجد الحرام أو المسجد النبوي.. وهم يدركون –على حداثة سنهم- أن هذا القرآن إنما أنزل في تلك الاماكن التي يدرسونه بها..

حفظهم الله جميعاً من كل سوء وجزا الله آباءهم خير الجزاء.. ورزقني وإياكم أمثالهم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق