07‏/05‏/2009

أما التلميذ يبقى مستر .. (1) سلمى أميرة القلوب


زي ما قلت ف التدوينة الأولى إني بعد تجربة التدريس اكتشفت إني اتعلمت من الولاد اللي المفروض إني باعلمهم ولقيت إن التلاميذ بقوا مساتر (جمع: مستر، ومسطرة برضو)

-------------------------------------------------------------------


سلمى .. أميرة القلوب


حبيبة قلبي سلمى سلومة.. مش قلبي أنا بس .. حبيبة كل قلب بتخطفه بعد ما صاحبه يتكلم معاها دقيقتين بس



(س ل م ى ) حروف أربعة ، قليلة فى عددها ، كثيرة جداً في المعنى الذي تحمله الكلمة التى تكونها.

سلمى طفلة صغير عمرها ... كبير جدا عقلها ... إذا كانت إرادة الله القدير قد حرمتها من السير على قدميها إلا انها تحلق عاليا بروحها المرحة ولسانها حلو الألفاظ وعينيها اللتين تشعان ذكاء وحيوية وتنظران للمستقبل بكل تفاؤل وأمل.

سلمى… قد لا تستطيع الفوز على زميلاتها فى مسابقة جرى لكنها دائما صاحبة المراكز المتقدمة فى الدراسة والمعرفة والمواهب الفنية… والأهم أنها على الدوام الأولى فى حب الناس لها ؛ فهى أميرة القلوب مع كل من يعرفها حتى انه اصبح منظرا مألوفاً أن نشاهد دائرة مزدحمة تكون هى فى وسطها .. دائرة من الأصدقاء والزملاء ينتهزون كل لحظة فراغ لتحيتها والاستمتاع بالتحدث إليها … ليس هذا مع زميلاتها فحسب بل مع مدرسيها أيضا الذين يرى أغلبهم أن اليوم بدون تحية سلمى ينقصه شيء مهم .

سلمى … القلب الحنون لزميلاتها ؛ فكثيرا ما تجدها تربت على كتف زميلة تبكى أو تواسى بكلماتها العاقلة – رغم سنها الصغير – زميلة حزينة او مهمومة .. حتى عندما كادت زميلة لها توقعها على الأرض تركت آلامها ودموعها وبدأت تهدئ زميلتها الخائفة وتطمئنها على نفسها . بل انها قدمتها فى نفس اللحظة للمدرس للتوسط لها فى الاشتراك فى الإذاعة المدرسية .

ولــ (سلمى ) مع الإذاعة المدرسية قصة بدايتها حوار أجرى معها. ولم لا وهى التلميذة المحبوبة من الجميع كبارا وصغارا.
وفى هذا الحوار … كان اللافت للنظر جرأتها وجمال عباراتها مع بساطتها. وأفصحت (سلمى) عن أمنيتها أن تكون طبيبة أو رسامة وهى بالفعل تملك الإمكانيات المؤهلة لذلك؛ فهى متفوقة دراسيا إضافة إلى أنها موهوبة ورسوماتها تشهد على ذلك.
وقد ألقت (سلمى) كلمة بالإذاعة المدرسية بعنوان "الحمد لله " لو ألقيت إبرة وسط ارض الطابور لسمع صوتها من الصمت غير العادى الذى كان عليه التلاميذ مستمعين مستمتعين بما تقول لهذا لم تكن عاصفة التصفيق التى اجتاحت المكان مستغربة.

سلمى … لديها سلاح قوى يرافقها كظلها هو الإيمان بالله وبمشيئته فينا؛ فما اجمل عبارة "الحمد لله " التى ينطق بها كيانه كله قبل لسانها والتى توضح ابتسامتها أن هذه العبارة ليست مجرد كلمة عابرة بل انها إحساس صادق تشعر به وتنقله لكل من حولها وتَسعد بكل من حولها.

سلمي هي أصغر متطوعة رسمياً في مصر بل ربما في العالم فقد تطوعت بتسجيل مواد للأطفال الذين حرموا نعمة البصر بصوتها الجميل الواثق.

يعرف المقربون مني كراهيتي للألقاب لهذا كانت فرحتى لا توصف عندما زل لسانها بكلمة "عمو" وهي تحدثني بدلاً من اللقب. وكم كانت جميلة وهي تداري ارتباكها.

وبقدر ما نسعد بسلمى فإننا نرفع أيدينا لله سبحانه وتعالى بالدعاء أن يوفقها ويحقق آمالها وان يحفظها من كل سوء بسمة جميلة تشعرنا بجمال الحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق