30‏/05‏/2009

أنا متخلف

إنسان الكهف.. متخلف سابق ربما أفوقه في تلك الصفة ولا فخر


أنا متخلف

يمكن اعتبار تلك الجملة بمثابة اعتراف، كما يمكن اعتبارها سباً إلا أنه بطعم المدح. سمعت تلك العبارة مراراً ليؤكد من يقولها في كل مرة الحقيقة التي توصل إليها من سبقه لقولها ونعتي بها. المفروض ان أغضب وأثور وأقيم الدنيا ولا أقعدها، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث؛ بالعكس فكل ما كنت أفعله في كل مرة ان أتفوه بكلمة واحدة من حرفين فقط: طظ

سمعتها –عندما عملت مدرساً- من الزملاء والمدير انتهاءً بأحد الموجهين الذي أضاف تأريخاً لمدة تخلفي فقال: "يا فلان إنت متأخر 50 سنة" وكان السبب أنني طالبت بحقي في عدم التغشيش طالما إني أقوم بعملي أولاً ولا أخوض لعبة الدروس الخصوصية ثانياً. ولكني صححت له التاريخ وقلت له إنني –بمنطقه- أتخلف أكثر من 1400 سنة لأن المبدأ الذي أسير به ينتمي لتلك الفترة.
(...............................جزء قمت بحذفه لأنه أغضب البعض..................................)

سمعتها في مكان يفترض أن عمله خيري تطوعي وأنا أطالب بأن يتم تقليص المصروفات لأبعد حد حتى يستفيد أصحاب الحقوق. ولا داعي لأن تتحمل تلك المؤسسة أية مصروفات يقوم بها القائمون عليها وأن يحافظوا على كونهم "متطوعين" لا سيما أن لهم وظائف أخرى وأن الوقت الذي يقضونه في المكان هو وقت فراغ بالنسبة لهم. عندما تحدثت عن حقوق الفئة التي تستحق خدمات تلك المؤسسة بدا الأمر كأنني اتكلم من أعماق بئر لا قرار له؛ أصبحت متخلفاً لأني طلبت من المتطوعين ان يصبحوا متطوعين.

سمعتها –في عملي في الصحافة- عندما رفضت إعداد موضوع يفتقد الشفافية والحيادية اللتين اعتبرتهما أساس العقد الذي أعمل بموجبه. وعرفت أنني متخلف لأن "عقلية القارئ" واحترامها مجرد شعارات يعلقها الكثيرون لزوم الوجاهة ليس إلا. وأن المهم هو التلميع لمن يدفع أو لذي السلطان، والخسف لمن يتقاعس أو يعارض الأحبة أو أولي النعمة.

سمعتها في كل مرة أحاول فيها أن أسير على الخطى "المفترضة" سواء في المصالح الحكومية أو غيرها؛ فإذا أنت خالفت الطرق الملتوية والأبواب الخلفية فمرحباً بك في نادي المتخلفين.

في غير موقف سمعتها وأسمعها ... وصدقوني كلما سمعتها أحسست أنها مدح لا أستحقه، بل ربما تكون وساماً. وفي مرات الضعف القليلة كنت أراجع نفسي لعلي أكون على خطأ وربما يكون من حولي وما حولي هو الصواب إلا أنني سرعان ما أعود أقوى وأعند مما كنت لأفتخر مجدداً بهذا اللقب.. متخلف