30‏/05‏/2009

المولود الجديد

شهر مايو الذي يلملم أوراقه شهد صدور العدد الأول من مجلة (المصرفية الإسلامية) السعودية والتي أصبحت المأوى الجديد لقلمي بعد تحول مجلة (المجلة) إلى إليكترونية بإدارة مختلفة..

المجلة تابعة لنفس المؤسسة إلا أن إدارتها من الرياض وليس لندن مثل سابقتها وتهتم بالاقتصاد الإسلامي الذي أصبح الكعكة التي يتسابق العالم لنيل نصيب منها بعد أن صمد في وجه الأزمة العالمية.

إحساس جميل جداً إحساس ولادة عمل من الألف للياء بعد ثلاثة أشهر من المخاض العصيب .. الحمد لله





أنا متخلف

إنسان الكهف.. متخلف سابق ربما أفوقه في تلك الصفة ولا فخر


أنا متخلف

يمكن اعتبار تلك الجملة بمثابة اعتراف، كما يمكن اعتبارها سباً إلا أنه بطعم المدح. سمعت تلك العبارة مراراً ليؤكد من يقولها في كل مرة الحقيقة التي توصل إليها من سبقه لقولها ونعتي بها. المفروض ان أغضب وأثور وأقيم الدنيا ولا أقعدها، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث؛ بالعكس فكل ما كنت أفعله في كل مرة ان أتفوه بكلمة واحدة من حرفين فقط: طظ

سمعتها –عندما عملت مدرساً- من الزملاء والمدير انتهاءً بأحد الموجهين الذي أضاف تأريخاً لمدة تخلفي فقال: "يا فلان إنت متأخر 50 سنة" وكان السبب أنني طالبت بحقي في عدم التغشيش طالما إني أقوم بعملي أولاً ولا أخوض لعبة الدروس الخصوصية ثانياً. ولكني صححت له التاريخ وقلت له إنني –بمنطقه- أتخلف أكثر من 1400 سنة لأن المبدأ الذي أسير به ينتمي لتلك الفترة.
(...............................جزء قمت بحذفه لأنه أغضب البعض..................................)

سمعتها في مكان يفترض أن عمله خيري تطوعي وأنا أطالب بأن يتم تقليص المصروفات لأبعد حد حتى يستفيد أصحاب الحقوق. ولا داعي لأن تتحمل تلك المؤسسة أية مصروفات يقوم بها القائمون عليها وأن يحافظوا على كونهم "متطوعين" لا سيما أن لهم وظائف أخرى وأن الوقت الذي يقضونه في المكان هو وقت فراغ بالنسبة لهم. عندما تحدثت عن حقوق الفئة التي تستحق خدمات تلك المؤسسة بدا الأمر كأنني اتكلم من أعماق بئر لا قرار له؛ أصبحت متخلفاً لأني طلبت من المتطوعين ان يصبحوا متطوعين.

سمعتها –في عملي في الصحافة- عندما رفضت إعداد موضوع يفتقد الشفافية والحيادية اللتين اعتبرتهما أساس العقد الذي أعمل بموجبه. وعرفت أنني متخلف لأن "عقلية القارئ" واحترامها مجرد شعارات يعلقها الكثيرون لزوم الوجاهة ليس إلا. وأن المهم هو التلميع لمن يدفع أو لذي السلطان، والخسف لمن يتقاعس أو يعارض الأحبة أو أولي النعمة.

سمعتها في كل مرة أحاول فيها أن أسير على الخطى "المفترضة" سواء في المصالح الحكومية أو غيرها؛ فإذا أنت خالفت الطرق الملتوية والأبواب الخلفية فمرحباً بك في نادي المتخلفين.

في غير موقف سمعتها وأسمعها ... وصدقوني كلما سمعتها أحسست أنها مدح لا أستحقه، بل ربما تكون وساماً. وفي مرات الضعف القليلة كنت أراجع نفسي لعلي أكون على خطأ وربما يكون من حولي وما حولي هو الصواب إلا أنني سرعان ما أعود أقوى وأعند مما كنت لأفتخر مجدداً بهذا اللقب.. متخلف

23‏/05‏/2009

أما التلميذ يبقى مستر (4).. جويرية وسحر روحين في زكيبة

غلاف مجلة عملتها معاهم.. الغلاف فيه أنس وفاطمة وجهاد وسحر وجويرية وسلمى (التصميم نفذته صديقة من سوريا)




جويرية وسحر.. روحين في زكيبة


أيام ماكنت باشتغل في معهدهم الأزهري في امبابة (2006) كانوا في سنة 6 ابتدائي.. بس ما شاء الله كان نضجهم الفكري أكبر بكتيير من بنات في الجامعة وأكبر كمان..
مكنتش باتكلم مع الاتنين دول تحديداً أو اتعامل معاهم بقدر سنهم.. كنت باتعامل مع آنسات عقل الواحدة منهم يوزن بلد..
الاتنين مثال جميل للصداقة البرئية -أدامها الله- ومع ذلك هما دايماً في منافسة حامية لأن الاتنين بيألفوا قصص بشكل جميل جداً لأنهم بيخلوا فيها عبرة دايماً للقارئ..
في مرة سمعت عن مسابقة على مستوى الجمهورية لكتابات الأطفال والشباب عاملاها وزارة الشباب ودار الهلال..
عرضت عليهم الفكرة ووافقوا.. كانت كتاباتهم فعلاً أكتر من رائعة.. ومحاولتش أتدخل فيها إلا في رتوش..
ومن 1200 عمل مقدم فاز 30 من بينهم واحدة من الصديقتين ومعاها تلميذة تانية -جهاد-  لدرجة إن منظمي الحفلة علّقوا على فوز اتنين من مدرسة واحدة..فازت (سحر) وفرحت (جويرية) فرحة حقيقية مش دبلوماسية

من أجمل الحاجات اللي ف الاتنين دول إنهم بيعلموا كل اللي حواليهم قيمة الصداقة الحقيقية بطريقة مش بنلاقيها كتير في اللي حوالينا..


ربنا يديم صداقتهم وحبهم لبعض

انا خايف!!



في كل مناسبة كنت أردد أني مبخافش من الموت.. لكنني أحترمه

وكنت أشعر فعلاً أنه ليس مرعباً كما يصور الناس ويتصورون

وعلى الرغم من كوني غير متشائم بصفة عامة إلا أنني -حقاً- كنت أعتبر أن الموت تجربة ليست مخيفة بهذا القدر

ولكن

الآن .. أستطيع أن أقول بلا مواربة وبكل صراحة:


أنا مرعوب من الموت

وسبب رعبي هو سؤال يدور في ذهني بعد أن رأيت وسمعت وعايشت موت الكثيرين في سن الشباب وربما الطفولة ..مات اثنان من طلاب المعهد خلال عام تقريباً .. مات زملاء وأصدقاء .. ومنذ أيام كنت ماراً بعد ساعات من حادث الطريق الدائري الذي رسمت أحداثه 50 سيارة تقريباً

السؤال الذي يجعلني مرعوباً:

يا ترى لو مت الآن.. هل أنا مستعد لسؤال الملكين؟؟ هل أعمالي كفيلة بأن تجعلني في موقف نتمناه جميعاً عند عرضها؟؟ هل وهل وهل؟؟

وغالباً الإجابة لن تكون في صالحي..


فاللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن طاعتك

21‏/05‏/2009

كلاكيت 33 مرة: عدت يا يوم مولدي

كملت سنين بعدد حبات السبحة النهاردة.. يارب قدرني أسبحك وأحمدك وأشكرك

كلاكيت 33 مرة: عدت يا يوم مولدي



+3
من صغري كانت كل أحلامي والمستقبل بشكل عام لغاية سن 30 بس.. عمري ما تخيلت إني عايش بعد الـ 30.. مش تشاؤم ولا حاجة وحشة.. بس هو ده إحساسي لسنين طويلة جداً ومعرفشي ليه
يمكن من صغري حاسس إن 30 سنة كفاية جداً ف الدنيا دي.. جايز ..


تورتة مدرسية

أما كنت شغال في مدرسة رواد المستقبل .. في أوضة تصحيح الإنجليزي كان بيتنصب سيرك يومي أبطاله المصحين والمصححات طول اليوم. وسبحان الله الشغل ماشي بمعدلات صاروخية.. يمكن عشان الصحبة والروح الجميلة اللي كانت بينا.

في يوم لقيت آنسة ومدام من الزميلات متزعمين حركة مش فاهمها ومرضيوش يقولولي... تاني يوم فهمت لقيت القسم كله اشترك في عمل حفلة واتضح إنه كان يوم ميلادي

المشكلة إني كنت تعبان يومها لدرجة إني مقدرتش آكل ولا أشرب .. والكل شارك من أول صاحبة المدرسة اللي رمت صواريخ ف الأوضة !!! ما عدا واحد زميل نرفزني.. جاي يقولي إن ده بدعة.. قلتلو كل الناس الموجودة كبار وعارفين إنو مفيش إلا عيدين بس.. لكن الفكرة مش ف الاحتفال نفسه الفكرة في قيمته.. لقيته زعل وخرج م الأوضة.. اللي يغيظ إنو رجع وأكل م التورتة وأنا عشان كنت تعبان ما أكلتش منها !!!


أحمد إبراهيم
من التهاني السنوية بيوم ميلادي تهنئة أحمد صديقي اللي اتعرفت بيه من أيام ثانوي.. من مواليد نفس الشهر..
السنادي راح احمد.. راح بهدوء على غير ما اتعودنا منه
كان اكتر واحد طموح في المجموعة.. أكتر واحد بيفكر في الدنيا، وكمان أكتر واحد بيفكر في اللي بعدها..
أفكاره ومشاريعه كانت فعلاً مبهرة وابتدا ينفذها بعقلية رجل أعمال قبل مايكون محامي
وفي نفس الوقت كانت عنده روحانيات جميلة.. أما يتكلم في الزهد تنسى تماماً البزنس مان.. وده عشان الصدق بتاعه
في هدوء.. بعيد عن الأهل والأصدقاء.. في الغردقة مركز أعماله.. نفذ قضاء الله وهو نايم ..
الله يرحمه

أكيد أكيد.. هيوحشني


09‏/05‏/2009

جودي.. هتسيب علامة ف بيتك

أم البراءة جودي جنب أختها روان

لو جودي ماسابتش مين هايسيب.. انت بس اديها أول خمس دقايق للاستكشاف هاتلاقي قدامك ملااااااااااااااك برئ وبعد كده هاتلاقي العلامة ف بيتك وف وشك وف كبرياءك اللي بتهوي تدشدشه

جودي بنت زميلة وصديقة وهي -البنت مش الأم- عندها 3 سنين بس وأزعة لكن جبااااااااااارة

جت شكوى من زميلة مامتها ف المدرسة إنها في فصل كي جي بتشتم زمايلها ومدرسينها.. مامتها ف البيت بتقولها: يا جوجو مينفعش نشتم صحابنا صح؟ بكل براءة ردت: ولا الميس يا ماما!!!!!


اول يوم دراسه قالت لمامتها وهي بتلبسها: ماما هو انا رايحه المدرسه؟؟؟ قالتلها اه يا جودي ردت و قالت: طب اللي هايقولي ذاكري هقطعه!!!


م الباب للطاق راحت لباباها وقالتلو: بابا.. لو مبطلتش تدخين هتموت وماما تجيبلنا بابا غيرك.. طبعاً هاج وماج في ماما اللي حلفت بكل الكتب المقدسة إنها منطقتش حرف واحد .. وطبعا جوجو البريئة ولا قطنة مدام نظيفة: مبتكدبش


في بيت جدتها مكانش ليها هدوم تقعد بيها .. الست جابت لها بادي كان عندها طبعاً بقالها فستان وكان لونه أبيض.. جدها رجع م الشغل: ايه اللي انتي لابساه يا جودي.. بنفس البراءة: تيتة لبستني كيس المخدة!!! ونفس السيناريو الجد راح للمدام يزعق إزاي تعمل كده. ويقولوا ايه علينا.. ونظرات البراءة لسه على وش جوجو

نص المدرسة كانت بتتجنب مامتها تجنباً للاحتكاك بالمعلمة جودي.. لكن على مين: كنت كاسر عينها .. كل يوم أديلها بونبوناية وتسلم وتبوس كمان. بس للأمانة مكانتش بتعمل كده إلا أما البنبوناية تبقى ف بقها.. أما واحد زميلنا مكانش بيدفع الإتاوة كانت مفرجة عليه أمة لا إله إلا الله وأمة الثالوث.. مرة سمعتنا بنقولوا يا منوفي.. وبعلو صوتها (يا منيييييوفي)

سمعتها تعدت الحدود.. عم مامتها ف الكويت شافلها صورة على الفيس بوك وهي واقفة في طابور في المدرسة كتب تعليق:

بواسطة (........) ‏: 03 مارس الساعة 10:03 صباحاً‏
جودي وهي تقود مظاهرة طلابية تدعو فيها باغلاق المدرسة و تعطيل التلاميذ .....علشان تصدقو ني يا ناس ان البنت دية من اهم اسباب تدني الحالة التعليمية في بر مصر ....مناشدة اوجهها لكل المسئولين عن التعليم أأمل ان تأخذ بعين الاعتبار

جودي بعد مرور سنة كاملة في التعليم متعرفش تفرق بين العربي ولاإنجلش يعني تبص على حرف (ط) وتقول عليه (F)

حار العلم الحديث في ظاهرة البنت دي.. قالوا بس الحل نقول إنها وراثة.. لكن أغمى عليهم أما شافوا أختها الكبيرة.. روان.. نسمة ياخواتي .. وماشاء الله عليها غاوية تعليم لدرجة إنها بتألف مسائل عشان تحلها.. وبطلتنا الهمامة تخليها تسهي شوية ترجع تلاقي كراساتها طيارات ومراكب..

ربنا يحفظهم ويحميهم من كل سوء (على فكرة دي مش جلسة غيبة. دي نميمة لأنها بموافقة مامتهم)


وصفة "الأستاذ" لعلاج الهموم

الإنسان.. عبد الوهاب مطاوع أسكنه الله فسيح جناته

رحمه الله رحمة واسعة .. الإنسان قبل أن يكون الكاتب، صاحب الحس المرهف والأخلاق النبيلة اللي بتظهر في كل حرف، الصادق مش واحد بيأدي وظيفة وعشان كده ربنا زرع حبه في القلوب حياً وميتاً .. الأستاذ عبد الوهاب مطاوع جزاه الله كل خير

مرة قدم نصيحة لواحدة عندها من الهموم -لأ كمان والذنوب- ما عندها .. طلب منها تنفذ حاجة طلبها منا الرسول صلى الله عليه وسلم: تمسح على رأس يتيم

أسبوعين وبعتت الرد بأنها عملت كده وبتحكي على النضافة النفسية والعاطفية اللي حست بيها بعد كده..
لأن حاجة زي دي بترقق المشاعر وبتعمل غسيل ومكواه للقلوب مهما كانت قسوتها لأن الإنسان ضعيف قصاد الضعف.. أي ضعف: يتم، مرض، عجز، شيخوخة . وصدقوني مهما كان الشخص قاسي بتيجي لحظات بيلاقي إن ابتسامة طفل في وشه مكن تغيرلو حياتو كلها

للأسف إحنا بنفهم الحكاية غلط: يعني يوم اليتيم تلاقي دور الأيتام كأنه يوم الحشر والهدايا من كترتها مرمية على الأرض والولاد بيدوسوها.. بس محدش فكر في حالة الطفل اليتيم ده أما مايلاقيش اللي يخبط عليه تاني يوم ويقولو صباح الخير..
والاقتراح إن كل واحد ياخد ولادو مثلاً أو اخواتو الصغيرين ويعرفهم على حد من الدور دي ويشجعهم إنهم يسألو عليهم ولو بالتليفون..

في دور أيتام فيها إمكانيات مادية مهولة (عدد قليل منها) يعني م الآخر الولاد اللي فيها مش محتاجين هدايا ولا تبرعات بس تخلوا أما تبقي عقوبة اللي ميسمعش الكلام إن الزائر يقولو: طب مش هاجي هنا تاني!!!! أو أما الولاد ميرضوش يتعشوا عشان رحلة الأطفال اللي ف سنهم ما تخلصش ويقعدوا معاهم أكبر وقت..

وأعتقد إن أكتر حاجة ممكن ترقق القلوب إننا نعرف إن "أغلب" نزلاء الدور دي مش أيتام.. لأ.. لقطاء بكل معاني الكلمة.. يعني في واحد وواحدة (مقدرش أنسبهم للبشر) سابوا أطفال بريئة وطعومة زي دول وهما عايشين حياتهم عادي خااالص.. حسبنا الله ونعم الوكيل

صدقوني وصفة المرحوم عبد الوهاب اللي هي من هدي نبينا صلى الله عليه وسلم روشتة مضمونة لجلاء كل الهموم.. جربوا ومش هاتخسروا بل بالعكس المكاسب بالجملة: دنيا وآخرة

بص ف ورقتك


عارف إن الموضوع المرادي مش هايعجب ناس كتير هايعتبروني باقطع أرزاق

موضوع عن الغش كنت كتبتو في مجلة المعهد اللي تعينت فيه (أول بختي يعني) وطبعا اتنشر بغض النظر عن السبب: ديمقراطية، حرية، لوي دراع خصوصاً إني كنت عامل حوار مع مدير الامتحانات على مستوى الجمهورية... هييييييه يرحم الأيام.. وده كتبتو قبل ماعرف إن المدرسين دلوقتي بيغشوا ف امتحانات الكادر يعني الكل زعلان زعلان
------------------------------------------------------------------------



تخاريف من كوكب تانى:
1 + 1 ≠ 2 !!
" يسقط ".. فعـل ماضى !!!
5 = 3 !!



بعنوان كهذا أتخيل ( أبوالأسود الدؤلى) – واضع علم النحو – يؤكد اعتزاله وقبوله عرضاً للعمل كمدرس للغة الصينية فهى أسهل.. بينما يجرى (الخوارزمى) - واضع علم الجبر – حافيا بين القبائل صارخاً بأن ما جمع بين 3 و 5 " بااااطل" . ومن بعيد أرى نظرة خيبة أمل من العالم الأندلسى (ابن الشاطر) أول من برهن " بحساباته " أن الشمس هى مركز الكون, والذى عقد مؤتمرا صحفياً أعلن فيه أنه يتبرأ حتى من تشابه الأسماء بيننا .. ولهؤلاء جميعا أعتذر. ولكن الحقيقة إننى لا أتجنى لأن هذه التخاريف هى رأيى الشخصى وليست أخطاء طلاب مثلاً .


الحكاية تتلخص – فى بساطة مخلة – أن هذا للأسف الشديد صار هو اللغة التى تحكم "البعض " فى العملية التعليمية ؛ حيث أصبحت معظم الامتحانات مجرد حلقة من مسلسل تخريج أجيال يخجل الفشل نفسه أن توصم به فأنا أتصور أن هذا البعض يقسم أن النجاح لابد أن بعم على الجميع ضارباً عرض الحائط بأبسط قواعد المنطق . والويل كل الويل لمن يحنث بهذا القسم حتى لو كان الطالب نفسه الذى ينجح رغم أنفه ليترك مكاناً لغيره فى طابور خريجى الأمية.


المشكلة أن الأمر بهذا أنهى عصر " الغش " الذى يقوم به طالب يعتبر – شئنا أم أبينا – طالبا ذكياًَ خفيف الحركة لأنه كان يستطيع الغش رغم وجود المراقبين إلا أن القائمين على تعليمه استكثروا عليه هذه المواهب الشريرة فحولوه إلى مجرد آله كاتبه وذلك باستحداث نظام "التغشيش " الذى لا يقوم فيه الطالب بأى مجهود يذكر حيث لا حاجة له حتى بورقه الأسئلة لأن أجوبتها تصله حتى قبل أن يخط اسمه (!!).. وقد اعترض هؤلاء من قبل على استخدامى مصطلح " تغشيش " مؤكدين أنه والغش سواء متناسبين أن " تفعيل " أبدا لا تساوى" فعل" فالأولى بها تحفيز ومساعدة أما الثانية فالفاعل لا حول له ولا قوة إذ يعتمد على نفسه .. وهكذا و بطرفة عين ساوى هؤلاء بين "تفعيل" ذات الاحرف الخمسة و "فعل" ذات الثلاثة حروف فجعلوا الخمسة مساوية للثلاثة(!!) . إن الفرق شاسع فالتغشيش عملية منظمة تبدأ باختيار ملاحظين يفهمون أصول اللعبة وقواعدها .. وتمضى رحلة التغشيش إلى التصحيح حيث القواعد لا تخفى على أحد .


إلى هنا تسير القافلة وتعوى كلابها .. لا فرق ؛ فالكل ينال المباركة بعبور أبواب النجاح ولكن مع عدم تجاهل نظرية " البطن والظهر " الشهيرة فمن له ظهر لا مجال لوكزه فى بطنه. وهنا تختلف الأظهر فهذا طالب له مجرد فقرة فى العمود الفقرى وهذا له " الفقرى " كله , أما الثالث فله ظهر احدودب من كثرة من يحميهم . المهم أن مسألة الظهر تتباين تبعاً لحجمه وأسلوب تعامله فمنهم من لا يتردد فى دخول لجان أقاربهم رغم أنه ممنوع بسببهم من دخول المكان كله , ومنهم من يفضل نظرية " دارى على شمعتك " ومنهم من يدخل لقراءة الأسئلة فيندمج ويقرأ الأجوبة ومنهم .. ومنهم .. ومنهم .. ولكن هذه التدخلات استثنائية الغرض من ورائها دعم هؤلاء الصفوة فى الترتيب مثلاً ولكن النجاح نفسه أمره منتهى ؛ فالكل ناجح نجاحاً لا رجعة فيه .


والنتيجة : طالب استنام لمثل هذا النظام فأهمل الاستذكار لأنه يجد فيه مضيعة للوقت مادام النجاح مضمونا ولو من الدور الثانى والأدهى أن الطالب أدرك أنه يمتلك " صك غفران " يضمن بموجبه النجاح فلم لا يفعل ما يعن له من صور نراها تجد السلوك الأسوأ لطالب علم ثم نضرب كفاً بكف حسرة على أيام زمان متسائلين " من المتسبب فى هذا ؟ !! "

لقد حول المتسببون فى هذا فعل " يسقط " إلى فعل ماض لم يعد له وجود فى أيامنا ؛ فالنجاح للجميع . وأخر ما قد أقصده أن يستخدم النجاح والرسوب كسوط عقاب للطلاب كما كان من قبل. لا ... بل أقصد أن الطالب حال أدرك أن الطريق الوحيد لنجاحه هو تحصيل العلوم لعكف على ذلك بما لا يدع مجالاً لإظهار ما يحمله من قبيح السلوكيات .


ويقدم لى هؤلاء مبررات واهية لما يقومون به من تغشيش وفيما يلى رد على بعضها :
أولاً : لا مبرر نهائياً للجوء للتغشيش لرفع نسب النجاح ففى حال وجود انضباط فإن نسب النجاح ستعبر عن المستوى الفعلى للطالب والمعلم معاً . فمرحباً بـ " لم ينجح أحد " ونجحت أخلاقيات جيل كامل .
ثانياً : يكذب على نفسه قبل غيره من يدعى أن مسألة التغشيش إنما مرجعها الرفق بأولياء الأمور !! فليدلنى أحد إذاً على ولى الأمر الذى يهلل للنجاح " الشيطانى " لابنه مقابل سلوك عقباه غير محموده . ثم أين الرفق – ياهؤلاء – بالمعلم الملتزم الذى يبح صوته ولكن أدراج الرياح فما يفعله طوال العام تضيعونه سدى فى لحظات .
ثالثاً : من غير الإنصاف القول بأن التغشيش مرجعه أن المعلم قد يتغيب أو يهمل مما يستلزم تعويض الطلاب فى الامتحانات !! وبحسب معلوماتى المتواضعة فانه يتوجب إيجاد البديل أو عقاب المعلم إذا كان ذلك عن استهتار .
رابعاً : ثمة دفاع خطير مفاده أن الغرض من عملية التغشيش أن يحصل الطالب على " شهادة والسلام " ! يأتى هذا فى الوقت الذى تعمل فيه الدولة على الاهتمام بكيف لا بكم التعليم . وفى هذا أدعو أصحاب هذا الدفاع
للنظر إلى نتيجة ما جنته أيديهم من خريجين لا يجيدون القراءة والكتابة وما شابه ذلك .
وآخر المبررات هو محاولة خبيثة لإضفاء شرعية على ذلك بالزعم أن " كله كده " وهو غبن واضح لا أعتقد فى صحته . وبافتراض أن هذا التعميم – على ظلمه – صحيح فلماذا لا نكون أنموذجاً مثاليا يحتذى بـه غيرنا ونكون سباقين لتقديم صورة مشرقة مشرفة 0


إن " 1+1=2 " مسلمة رياضية دخلت موروثنا الشعبى للدلالة على صحة الأمور واستقامتها. إلا أن هؤلاء يجعلون 1+1 مساوية لأى شئ إلا 2 فهل يطول الإنتظار حتى تعود الأمور لأصلها؟
حتى هذا الوقت أقول مع القاضى الجرجانى :

" ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ولـو عظمــوه فى النفـوس لعظمــا
ولكــن أهــانـــوه فهــانوا ودنســوا محيـــاه بالأطمـــاع حتى تجهمـــا "

" أحلام رومانسية ".... عبارة تقال فى وجه من له مثل الرأى السابق بعد أن يقال الجزء الأسوأ فى غيبته... إلا أن ما أطلبه شىء طبيعى مررت بـه شخصياً – وغيرى الملايين بدءاً بدراستى الابتدائية وحتى نهاية الجامعية من أنه على قدر العمل يكون الجزاء 0

وختاماً أتمنى من هؤلاء الكف عن التغشيش والعمل على إنهاء ما تبقى من الغش وتحقيق المساواة التى من أجلها شرعت الامتحانات .. وليتنى أرى هذا اليوم قبل عودتى لكوكب المريخ الذى أتيت منه

كلمني ..شكراً



"كلمنى.. شكراً" عبارة عرفناها من رسالة الموبايل الشهيرة. ولكن هاتين الكلمتين تعبران عن مطلب للجميع؛ فإذا طلبته من شخص ستجد أن هناك من يطلبه منك في دائرة لا نهاية لها.

أحباب الله : كلمني شكراً
نعم .. كلمني؛ فانا – الطفل – أحتاج كلماتك كما أحتاج أن تسمعني ولا تتجاهل أسئلتي. ألا تعرف أن مرحلة الطفولة –التي أعيشها- هي مرحلة الغرس. هاأنا ذا صفحة بيضاء مستعدة لتلقي ما يكتب فيها. وشتان الفارق بين اللوحة البديعة التي تنقشونها فيها عندما لا تبخلون –آباءً وأمهات ومعلمين – بوقت هو من حقي؛ وبين صفحة تمتليء بـ "شخابيط" من هنا وهناك نظراً لإهداركم حقي في أن أسمعكم وأن تسمعون مني.
في الحالة الأولى بالتأكيد ستتكون شخصيتي بسمات مميزة لأنكم استمعتم لطلبي البسيط: "كلمني..شكراً" فتكلمتم واستمعتم أيضاً لأسئلتي وملاحظاتي بلا ضجر أو ملل.
أما الصورة الأخرى فسأكون بها شخصية باهتة مضطربة تسير في طريق نهايته –للأسف- معروفة.

المراهقة: كلمني ..شكراً
يا كل كبير لماذا تصمم على تصوير المراهقة وكأنها جريمة لا تغتفر.
كلمة "مراهقة" –سيدي الكبير- ليست تهمة ولا هي شيء يعيب. بالعكس تماماً فهذه المرحلة هي الجسر الذي يربط بين الطفولة ببراءتها وبين مرحلة النضج بمسئولياتها.. هي المرحلة الانتقالية التي تتضح بها معالم الشخصية وتختلف فيها نظرتي إلى الحياة .. هي مرحلة المشاعر الصادقة التي لا تحتاج إلا إلى توجيه..
نعم .. هي أيضاً مرحلة الاندفاع والتمرد. ولكن هل حاولت أنت أن تحتوي هذا الاندفاع؟ هل أعطيتني أذناً تسمع مني آرائي دون سخرية أو لامبالاة؟؟ هل أعطيتني وقتاً تعرف فيه مشاعري وعواطفي وإلى أين تتجه؟؟
لا أريد منك توجيهات فحسب بل أريد أن تعرف ما يعتمل بداخلي. ألم يقل الفيلسوف القديم: "تكلم حتى أراك" وكان يقصد أن كلام الشخص يعبر عن مكنونات شخصيته.
ساعدني وتقبل أفكاري وآرائي حتى يمكنني أن أتقبل نصائحك وتوجيهاتك.
كلمني .. شكراً ولكن لا تكون أنت المحاضر وأنا المستمع فحسب وإلا فإن لدي من أدخل معهم في حوار متكامل، أخذ ورد وأعرف يقيناً أنهم لن يعجبونك ولكن.. قل لي أنت ما الحل إذا لم تقم أنت بهذا الدور؟!

فرسان الإرادة: كلمني .. شكراً
نحن تلك الفئة التي تطلقون علينا ظلماً صفة "معوقون" ومعنا الأيتام في الدور المخصصة لهم نصرخ معاً: كلمني.. شكراً فنحن نحتاج إلى من يتكلم معنا .. لا نحتاج تبرعاتك أو هداياك أو حتى مشاعر الشفقة التي تقتلنا في اليوم ألف مرة. لا نحتاج كل هذا بقدر ما نحتاج منك أن تتبادل معنا حواراً نتكلم فيه ونسمع حتى نحس أنه لم يفتنا الكثير ولا ينقصنا شيء مما لدى الآخرين؛

كلمني.. شكراً حتى أشعر أنك الأب والأم للأيتام.. أنك العين للكفيف والأذن للأصم حتى أسمع وأرى وأتحرك من خلالك.

خريف العمر: كلمني ..شكرا
سامحوني لأنني أطلب منكم المطلب الذي لم أستجب له عندما طلب مني مراراً في الماضي.
أنا الآن نزيل بدار لرعاية المسنين أمثالي.. كان أبنائي وأحفادي يلحون علي أن أجلس معهم لنتحاور وأسمعهم لكني لم أفعل وإن فعلت كنت أستحوذ على الحوار؛ أعطي أوامراً وأفرض آرائي عليهم وكانت الجلسة تنتهي دوماً بـ "خناقة".
اليوم أتذكر كل هذا وأندم أشد الندم لأنني اليوم أحتاج إلى من يؤنس وحدتي.. إلى من أحكي له عن جحود الأبناء الذين ألقوا بي هنا بلا رحمة . وكم بكيت عندما رأيت صورة ابن يحمل والده أثناء مناسك الحج. وبالطبع لا أحتاج إلى من يخبرني أنني سبب ما فعله أبنائي بي لأنني لم أستمع إلى مطلبهم العادل والذي أحتاجه أنا أشد الحاجة في أيامي الأخيرة: كلمني .. شكراً.

حبيبتي... ماتت (نشرت في 2001)


كم أحببتها منذ صغري.. كنت أراها سبب البهجة في الكون كله؛ ليس لي أنا وحدي بل لكل البشر.. أحيانا كانت تغيب للحظات وكان الجميع يرى تأثير غيابها ويدعو الله سرعة عودتها.. لكن غيابها هذه المرة طال وسيطول فقد ماتت


كل يوم يموت لنا أحباء لا ننساهم بالطبع ولكن عجلة الحياة تلعب لعبتها ونتذكرهم عند رؤية شخص أو مكان أو أي شئ تربطه بهم ذكريات ولكن حبيبتي أراها في كل شئ جميل لأنها الجمال نفسه، أما وقد ماتت فأرى موتها في كل رديء ابتلانا الله به وما أكثر هذا حتى أنني أراه في كل لحظة:

أرى موتها في زمان أصبح فيه الحب سلعة وللأسف لا تجد من يشتريها،،

أرى موتها في كل موقف يؤكد أننا نعيش في "زمان فيه طيبة القلب بتتعيب"،،

أرى موتها في زاوية 180 يتم بها قلب كل شئ ويصبح الحرام البيّن حلال، والعكس.. ويصبح فيه الكذب والنفاق الرخيص هما الصدق وتتوه كل معايير منطقية ويصبح سفاسف الناس هم الأعلى مكانة،،

أرى موتها في أمم تقيم المشانق لانتقاد ما لمسئول لأنه عيب في الذات الملكية أو الرئاسية أو الأميرية، وتقيم المشانق أيضاً لمن يقف أمام من يسب الذات الإلهية،،


أتذكرها فأبكيها كثيراً فكم من مرة تكفلت هي بمنع العديد من تلك المهازل.. رحمها الله


أرى موتها -وهي رمز العفة- في بنات تخرجن من منازلهن في وجود أب وأخ (وربما بصحبتهم) وثمة مباراة غير معلنة بينهن لمن تخلع أكبر قدر من الملابس،،

أرى موتها في شباب لا هم له إلا نزواته إلا من رحم ربي،،

أرى موتها في فضائيات (أو قل فضائحيات) متخصصة في مناقشة هموم الشواذ ودعاة الفتن على كل المستويات،،


رحماك ياربي فكم كانت تتأذى من كل هذا ومنعه بقوة نحسدها عليها جميعا.. فمن لكل هذا بعدها؟!


أرى موتها في شعوب تنقل الأنباء تفاصيل سفه أثريائها المعدودين في حين تنام الغالبية من المعدومين ببطون فارغة،،

أرى موتها في ذمم خربة وضمائر نائمة لا توقظها إلا رائحة النقود أو كروت التوصية،،

أرى موتها في خبر شكر لشخص أعاد نقوداًَ ضائعة لصاحبها فقد أصبحنا في زمان نشكر فيه من يقوم بما هو واجب،،

أرى موتها في زمان أصبحت فيه الفتاوى الدينية بالريموت كنترول فبعض الفتاوى لها أسباب وخلفيات قد تكون أي شئ إلا مراعاة الله،،


ماتت.. اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكنّا نسألك اللطف فيه.. كيف سأعيش في غيابها.. بل كيف سيعيش العالم فأنا أرى أن بصماتها على الكون كله فكيف الحال بعد موتها؟


أرى موتها في موت فن راقٍ، وفي خروج ذوق رفيع بلا عودة، وفي ابتذال وإسفاف يتسيد مشهد حياتنا،،

أرى موتها في موت الاحترام لدى الصغير للكبير، وفي غياب رحمة القوي من البشر بالضعيف،،


طلبت فيروز ألا يسألوها ما اسمه حبيبها.. وقضى الرفاق وقتاً يتخيلون أسماء وأسماء إلا أن العندليب تعهد أن خفي هواها عن العيون.. لكني لن أفعل وسأخبركم باسم حبيبتي.. اسمها جميل رقيق اكاد أوقن أنكم لن تنسونه بل ستترحمون معي على موتها.. موت حبيبتي..

حبيبتي اسمها...

حمرة الخجل

فيا حمرة الخجل طال غيابك وما عدنا نحتمل.. فهل ستبعثين من جديد لتزينين ما شاه في عالمنا بغيابك؟!


08‏/05‏/2009

مطرووووية.. عباس العئاااااااااااااااااااااااااااد


معلش إني لوحت بق اللي بيقرا التدوينة دي بس المرادي استعنت بلغة الميكروباص (بالمرة أحكيلكو عن أظرف منادي في الميكروباص كان ألدغ في حرف السين وعلى خط الحي العاشر- رمسيس واسمعوه بقى وهو بيطرب الركاب: ثابع- ثادث- عباثية- رمثييييييث)

الكلام دلوقتي عن حتة الأسماء الجميلة وهويتنا العربية الإسلامية اللي بنمرمطها كل يوم.. كنت في أداب إنجليزي (شعبة ترجمة) جامعة حلوان وكانت عندنا دكتور نجوى الزيني -ربنا يجزيها عنا خيراً- كانت متمكنة وفي نفس الوقت مشغولة بمسألة الهوية وما اشبهها

طلبت بحث أو تجميع 50 كلمة مش عربية خدت شكل العربي وده طبعاً تشويه للغة (زي كل كلامنا: يسيف، يكنسل، ...إلخ) طبعاً كرامتي نقحت عليا قلت هاعمل الاتنين الأول جمعتلها 100 كلمة وبعدين فكرت أعمل بحث فكرتو كنت قريتها في بحث عن القدس.. وهي: إزاي أسماء المحلات بتوضح مدى تأثر ثقافتنا.. واخترت شارعين الأول في منطقة شعبية وهو شارع المطراوي في المطرية، والتاني شارع عباس العقاد في مدينة نصر..


أول حاجة أعملها إني أحصر الأسماء .. وفعلا نزلت عباس ومعايا ورقة وقلم واتمشيت وأنا أبص يمين وشمال وخلصتهم.. وطبعاً هناك محدش فاضيلي عشان يشوف المجنون اللي بيذاكر في الشارع

في المطرية الوضع اختلف تمااااما

أول ثلاث أربع محلات بأبص على أسمائهم وأسجلها لقيت واحد هضبة واقف على دماغي: أي خدمة يا أستاذ؟ حضرتك ضرايب ولا سجلات ولا م الحي؟ نحب نتعرف.. أكيد طبعاً مكنتش أحب اتعرف بس حاولت بكلام فيه أقل قدر من الاستفزاز إني أشرح بدون تفاصيل.. محبش يقتنع.. ودعته بحرارة ومشيت. بس اتعلمت إني آخد أسامي المحلات في الخباثة.. أعدل النضارة واجيب عشر محلات لقدام وهكذا
(للأسف كنت غاوي الأبحاث المتعبة -يمكن عشان أعوض عدم حضوري المحاضرات مثلاً- في مرة تانية الدكتورة قالتممكن يتعمل بحث عن فيلم المصير والثقافات وكده بعدين قالت: لا بلاش ده صعب عليكو.. سمعت الكلمة وحرارتي ارتفعت كالعادة وقلتلها: أنا لها وياريتني ما قلت.. ساعتها كان الفيلم عرضو خلص ومفيش مواقع نت يتنزل الأفلام زي دلوقتي.. مرة بالصدفة راجع م british council لقيتو معروض في سينما درجة عاشرة م اللي بيعرضو خمس أفلام مع بعض.. نزلت تاني يوم وتخيلو انتو واحد بأجندة وعمال يكتب جوه مكان زي ده.. حاجة ساقعة بيببببببببس
وف مرة عملت بحث مقارن لتطبيق نظرية بلاغية على القرآن، ومقارنة بين عناوين جريدة مصرية وامريكية من ناحية لغوية)
فكرتوني بالذي مضى..

نرجع للمطرية

النتيجة كانت حاجة جميلة جداً: لقيت الغزو الثقافي أعرج في المطرية اللي لسه قاعدة على أصالة الشعب المصري والاعتزاز بالأسماء العربية، وكمان البعد الديني سواء في اختيار الأسماء سواء إسلامي أو مسيحي (بالمناسبة الشارع ده فيه شجرة مريم اللي يقال إن السيدة مريم استظلت بيها وهي شجرة قديمة جداً بس المكان جميل)
وبالنسبة لأسماء عباس فعلى كل لون وللأسف إن كتير منها إما مكتوب غلط أو ملهوش معنى

الكنز اللي لقيتو بعد البحث إن احنا مش أقل من فرنسا أو ألمانيا في حتة الاعتزاز بالهوية ولكن للأسف برضو على الورق بس: لقيت قانون صادر سنة 1958 بيقول ممنوع الواحد يكتب أسماء المحلات الأجنبية بحروف عربي وده متنفذ في فرنسا وألمانيا بعقوبة بشعة وبعدين قفل المحل يعني لو سيادتك ثقافتك أجنبية تكتب اسم المحل بحروف لاتيني ولو هاتكتب معاها عربي تكتب الترجمة مش نفس الكلمة.. وطبعاً ده ف المشمش

طب وبعد كل التعب ده.. النتيجة كانت أكبر صدمة تعليمية في حياتي...
قدر الله وماشاء فعل

07‏/05‏/2009

تهييس امتحانات




أما التلميذ يبقى مستر .. (3) سماء ونوران.. النمساوي يكسب

القطة سماء (ع اليمين) حاضنة فاطمة -الكمبيوتر القرآني- ووراهم نوران في رحلة نيلية مع الأيتام..



أول حاجة تلفت النظر لسماء (رابعة ابتدائي) ونوران (سادسة ابتدائي) هدوءهم وأخلاقهم العالية جداً، وكمان تفوقهم ف الإنجليزي.. لغاية ما ف يوم جت ولية أمرهم المدرسة وقابلتني عشان تعتذرلي عن مستوى البنات لأنهم ف حياتهم مدرسوش إنجليزي لأن دراستهم ألماني باعتبار إنهم اتولدوا وعاشوا فيها من أبوين مصريين جداً..
طبعاً زاد إعجابي بإصرارهم الجميل على تعلم لغة جديدة في أيام .. أما حكاية النمسا فد لاحظتها في مليون موقف كان تفكيرهم فيه تجديد وابتكار مش زي زمايلهم الصناعة المحلية..

مثلاً في مرة صاحبة المدرسة اللي بيدرسوا فيها حرمت فصل سماء من البريك -الفسحة يعني- لمدة أسبوع عشان عملوا دوشة وأحرجوها نظراً لأن مكتبها تحت الفصل ده.. كنت أول مدرس يدخل بعد قرار الحرمان لقيتهم بيعيطو: بناتنا -made in egypt- كانت كل واحدة بتتهم التانين وهي طبعاً ملاك .. وقفت سماء: ممكن أتكلم يا مستر؟ أكيد يا سمسمة اتفضلي.. قالت بقين ضربت انا بعدهم أخماس في أسداس عشان أستوعبهم.. قالت: يا مستر، كنا بنلعب زي كل الفصول بس مشكلتنا إن فصلنا فوق مكتبها واحنا ما اخترناش اننا نكون كده.. أنا بلمت من تحليلها للأزمة.. وكان هايغمى عليا أما عرضت الحلول: يا مستر عاوزين نقولها إما إنها تنقل فصلنا أو تغير مكتبها

طبعاً ما تتخيلوش فرحتي بيها ساعتها كنت عاوز أطير بيها.. وبرضو متتخيلوش كان نفسي أعمل ايه في الندابات اللي هما باقي الفصل

سماء خجولة جداً .. في مرة باسألها لو في مشاكل في المدرسة.. بعد إلحاح وشها احمر وبصت في الأرض: أصل يا مستر الفراو بتاعت الألماني مبتعرفش ألماني.. طبعاً حكيتلها معلّقة عن الفرق بين ألماني النمسا وألماني بير السلم.. وأكيد طبعاً ماقتنعتش

أما نوران فجابت لي مجموعة اقتراحات لمجلة المدرسة حسيت بالحسرة وأنا شايف ناس ميجوش ربع دماغها ماسكين تحرير جرايد كبيرة في مصر

الخلاصة اللي وصلتلها إن البنات -ما شاء الله لا قوة إلا بالله- تربيتهم جمعت بين روحانية وأخلاق الإسلام وبين التطبيق الغربي للأخلاق دي والعقلية الابتكارية.. قابلت باقي الأسرة عرفت إن الاب والأم الصالحين ممكن يربوا ولادهم ولو في بلاد الواق واق

البنتين والأم والأب والجدة والخال شاركوا في رحلات الأيتام مع سلمى وأنس وفاطمة وهبه ولا يزالوا على اتصال بالمجموعة الطيبة دي.. ربنا يتقبل





.

عامل ايه؟ مش عامل جمعية

الباز (بطل الملاكمة) وسلمى وتونة (تسنيم) في رحلة مع الأيتام بنادي المهندسين على نيل الزمالك

الإجابة المستفزة الشهيرة للسؤال البرئ عن الصحة: عامل ايه؟ عامل جمعية.. الإجابة دي بقت واقعية من ناحية تانية إن كل من هب ودب بيشهر جمعية وللأسف إن النوايا مش دايما بتكون إن الجمعية تساعد اللي هي أساساً معمولة عشانهم.. حد يفتكر مسرحية وجهة نظر والبلاوي اللي بتكشفها.. أقسم بالله إني شفت جمعيات زيها وأسخم.. والمصيبة إن مجلس إدراتها من أصحاب العاهة نفسها


بس لازم نبص برضو لنص الكوباية المليان ونشوف اللي بتعملو الجمعيات اللي أصحابها مش عاوزين إلا رضا الرحمن..


في ناس بتخاف تقرب م الجمعيات .. وعشان كده يقرروا إنهم ميعملوش أي أعمال تطوعية بدعوى إنهم مش حابين أو مش واثقين ف الجمعيات دي.. والحل موجود


مش لازم تكون عضو ف جمعية عشان تعمل خير.. ليه متكونش العملية أبسط من كده: كل واحد يكون فريق صغير من أصحابه أو اخواته أو الجيران ويبتدوا مشوار الخير في صورة زيارة مثلاً كل فترة معينة لدار أيتام او مسنين أو مستشفى.. ومن غير ولا مليم لأن وجودهم بس مع الناس دي ميتوزنش بمجوهرات الدنيا

وممكن يجمعوا مبلغ كل أسبوع أو شهر مهما كان بسيط ويخصصوه لحالات معينة سواء ف العيلة (الأقربون زي ما علمنا الإسلام) أو الجيران أو أي حد ظروفه صعبة.. ويا سلام لو كل أب خلى ولاده يتبرعو بتمن كيس شيبسي في الأسبوع ويخليهم هما اللي يوجهوا الفلوس دي


(أم خالد) زميلة فاضلة في مدرسة م المدارس اللي اشتغلت فيها ربنا مديها موهبة إنها بتعرف توصل للحالات الحرجة بطريقة مش معقولة وتدخل حارة ورا حارة لغاية ما توصل -جزاها الله خيراًَ- فكرت مرة في فكرة: ليه إحنا اللي نروح للأيتام في الدور .. ايه رأيكو ناخد الأيتام واللي ظروفهم متسمحش برفاهية الفسح ونطلع رحلة كل فترة... وفعلا

في كل مرة كان ربنا بييسر رحلة لحوالي 30 طفل وبعدين الرحلة اشتملت على أسرهم .. ومعانا دايماً ضيوف الشرف اللي هاتلاقوا تدوينات عنهم: هبة قاهرة السرطان، وسلمى قاهرة الشلل، وأنس وفاطمة آيات الله في حفظ القرآن بطريقة معجزة..

وانضم ليهم تلاميذي من مدارس اللغات الهاي شوية وفي مقدمتهم سماء وروان الهابطين علينا من النمسا رأساً .. والكل اتعرف ببعضو وبقوا أصحاب سواء الأولاد أو الأسر
وبيشرفنا دايما الكابتن اللذيذ (محمد الباز) بطل العالم في الملاكمة .. كان ولي أمر في مدرسة منهم وهو على فكرة شخصية غاية في الأدب ورقة المشاعر (رغم عنف اللعبة) .. والحكاية عجبت ولي أمر عراقي كان برضو بيشارك الأولاد فرحتهم


الخلاصة

إن الموضوع مش صعب ومش مكلف أبداً.. كأن الواحد بيتفسح مع أسرتو بس يحط سندوتشين زيادة


فكرة ياريت تجربوها .. أو تشرفونا في أقرب رحلة بإذن الله




أما التلميذ يبقى مستر .. (2) أنس وفاطمة.. وفاطمة صعيدية: كمبيوترات قرآنية



"ما شاء الله لا قوة إلا بالله" أول حاجة ممكن تتقال عن المعجزات اللي أفتخر جداً إن القدر جمعني بيهم كمدرس..

أنس أكبر بسنة واحدة ما عدا ذلك كلو متشابه.. الاتنين حفظوا القرآن الكريم كاملاً في سن 6 سنوات.. مش حفظ عادي.. لأ.. حفظ برقم الآية والصفحة وموضع كل كلمة في المصحف بالسطر والاتجاه... وكمان آلاف الأحاديث النبوية.. وألف بيت شعر في أحكام التجويد


"ما شاء الله لا قوة إلا بالله"

الاتنين في نفس المدرسة، نفس المنطقة، نفس مكتب التحفيظ، نفس الهدوء والحياء الجميل


الاتنين سجلت معاهم قناة الفجر في برنامج "النوابغ" :
أنس:



فاطمة (ومعاها "عمر"): http://www.4shared.com/file/169227346/b5ffecbd/_1_online.html

http://www.4shared.com/file/169248963/2d171a90/_2_online.html



والاتنين اتكرموا في الإمارات: أنس في رأس الخيمة، وفاطمة في الشارقة..بدعوة من أمير كل إمارة وبحضور أسماء من الوزن التقيل من كل العالم الإسلامي.. وكانت مشاركتهم شرفية على هامش مسابقات دولية لحفظ القرآن.


الشيخ أنس يحب القراءة وفي فترة سابقة أفلام الكارتون

الشيخة فاطمة بتموت في لعب كرة القدم.. وعلى فكرة هي أهلاوية جداً وحريفة جداً جداً

فاطمة بعد إحرازها هدف في إحدى الرحلات التي شاركتنا فيها

بجد مش هاعرف أوصف الحاجات اللي اتعلمتها منهم لأنها حاجات أكبر من إنها تتكتب في تدوينة بس كفاية أقول إني ساعة ما باقابلهم (برة لأني سبت المدرسة دي من سنتين) باحس فعلاً إني في عالم تاني.


ربنا يحفظهم ويحميهم من كل سوء

*****************
وفي بلدنا بالصعيد حكيت عنهما لصديق يهتم بتحفيظ أبنائه القرآن .. وشاهد مع ابنته CD لحلقة أنس في قناة الفجر، وسألها إن كانت تستطيع أن تجيد مهارات أنس فهزت الابنة رأسها بالإيجاب وكانت بالصف الأول الإعدادي..
وكانت (فاطمة) أخرى .. وكما حكيت لها عن أنس وفاطمة فإنهما تعرفا عليها من خلال مجلة معهدهما.. كما انها تقابلت وأنس في مسابقة دولية بالقاهرة.. وفقها الله وأشقائها


فاطمة .. بالصعيدي

إذا كان القدر قد أتاح لى أن أعمل بالمعهد الذى يدرس به ( أنس ) و (فاطمة) فإن ذات القدر لم يحرمنى أن يكون صديقي أباً لنابغة جديدة تحفظ آيات القرآن و ارقامها ومواضعها وتجيد أحكام التلاوة وتدرس التفسير ... هى ( فاطمة عبد الحكيم ) من محافظة قنا إلا أنها تختلف فى أن موهبتها لم تظهر إلا فى نطاق ضيق .


كما تتميز ( فاطمة ) – بالصف الأول الإعدادى الأزهرى – بأن سنها يمكنها من امتلاك موهبة الخطابة التى تأسر بها قلوب الحاضرين فى المسابقات التى تخوضها وتفوز بها على مستوى الجمهورية .


نبوغ (فاطمة) الصعيدية ولباقتها مع خفة ظلها الوقور يضيفوا لها الكثير من الصفات التى تمنحها ذلك المظهر الملائكى.


خدوا فالكو من عيالكو




no comment

أما التلميذ يبقى مستر .. (1) سلمى أميرة القلوب


زي ما قلت ف التدوينة الأولى إني بعد تجربة التدريس اكتشفت إني اتعلمت من الولاد اللي المفروض إني باعلمهم ولقيت إن التلاميذ بقوا مساتر (جمع: مستر، ومسطرة برضو)

-------------------------------------------------------------------


سلمى .. أميرة القلوب


حبيبة قلبي سلمى سلومة.. مش قلبي أنا بس .. حبيبة كل قلب بتخطفه بعد ما صاحبه يتكلم معاها دقيقتين بس



(س ل م ى ) حروف أربعة ، قليلة فى عددها ، كثيرة جداً في المعنى الذي تحمله الكلمة التى تكونها.

سلمى طفلة صغير عمرها ... كبير جدا عقلها ... إذا كانت إرادة الله القدير قد حرمتها من السير على قدميها إلا انها تحلق عاليا بروحها المرحة ولسانها حلو الألفاظ وعينيها اللتين تشعان ذكاء وحيوية وتنظران للمستقبل بكل تفاؤل وأمل.

سلمى… قد لا تستطيع الفوز على زميلاتها فى مسابقة جرى لكنها دائما صاحبة المراكز المتقدمة فى الدراسة والمعرفة والمواهب الفنية… والأهم أنها على الدوام الأولى فى حب الناس لها ؛ فهى أميرة القلوب مع كل من يعرفها حتى انه اصبح منظرا مألوفاً أن نشاهد دائرة مزدحمة تكون هى فى وسطها .. دائرة من الأصدقاء والزملاء ينتهزون كل لحظة فراغ لتحيتها والاستمتاع بالتحدث إليها … ليس هذا مع زميلاتها فحسب بل مع مدرسيها أيضا الذين يرى أغلبهم أن اليوم بدون تحية سلمى ينقصه شيء مهم .

سلمى … القلب الحنون لزميلاتها ؛ فكثيرا ما تجدها تربت على كتف زميلة تبكى أو تواسى بكلماتها العاقلة – رغم سنها الصغير – زميلة حزينة او مهمومة .. حتى عندما كادت زميلة لها توقعها على الأرض تركت آلامها ودموعها وبدأت تهدئ زميلتها الخائفة وتطمئنها على نفسها . بل انها قدمتها فى نفس اللحظة للمدرس للتوسط لها فى الاشتراك فى الإذاعة المدرسية .

ولــ (سلمى ) مع الإذاعة المدرسية قصة بدايتها حوار أجرى معها. ولم لا وهى التلميذة المحبوبة من الجميع كبارا وصغارا.
وفى هذا الحوار … كان اللافت للنظر جرأتها وجمال عباراتها مع بساطتها. وأفصحت (سلمى) عن أمنيتها أن تكون طبيبة أو رسامة وهى بالفعل تملك الإمكانيات المؤهلة لذلك؛ فهى متفوقة دراسيا إضافة إلى أنها موهوبة ورسوماتها تشهد على ذلك.
وقد ألقت (سلمى) كلمة بالإذاعة المدرسية بعنوان "الحمد لله " لو ألقيت إبرة وسط ارض الطابور لسمع صوتها من الصمت غير العادى الذى كان عليه التلاميذ مستمعين مستمتعين بما تقول لهذا لم تكن عاصفة التصفيق التى اجتاحت المكان مستغربة.

سلمى … لديها سلاح قوى يرافقها كظلها هو الإيمان بالله وبمشيئته فينا؛ فما اجمل عبارة "الحمد لله " التى ينطق بها كيانه كله قبل لسانها والتى توضح ابتسامتها أن هذه العبارة ليست مجرد كلمة عابرة بل انها إحساس صادق تشعر به وتنقله لكل من حولها وتَسعد بكل من حولها.

سلمي هي أصغر متطوعة رسمياً في مصر بل ربما في العالم فقد تطوعت بتسجيل مواد للأطفال الذين حرموا نعمة البصر بصوتها الجميل الواثق.

يعرف المقربون مني كراهيتي للألقاب لهذا كانت فرحتى لا توصف عندما زل لسانها بكلمة "عمو" وهي تحدثني بدلاً من اللقب. وكم كانت جميلة وهي تداري ارتباكها.

وبقدر ما نسعد بسلمى فإننا نرفع أيدينا لله سبحانه وتعالى بالدعاء أن يوفقها ويحقق آمالها وان يحفظها من كل سوء بسمة جميلة تشعرنا بجمال الحياة.

كلنا زي بعض


التدوينة دي موضوع كنت أنشره في المجلات المدرسية المطبوعة في كل المدارس اللي اشتغلت فيها


----------------------------------------------------------------------------

" كلنا زى بعض" ... أغنية جميلة لمنير وحنان ترك في بكار .. بس هي برضو عبارة تلخص ببساطة شديدة الآف الكتب والندوات والبرامج اللي بتتكلم عن قضية مهمة هي كيفية التعامل مع اللى ربنا حرمهم إحدى النعم سواء أكانت البصر أم السمع أو الحركة أو القدرات الذهنية.

إزاي ؟؟

لو إنني أعطيتك ورقة وأعطيت صديقا لك ورقة من نفس الحجم ثم طلبت من كل منكما أن يقسمها إلى خمسة أجزاء بأي شكل. ستكون النتيجة أن الجزء الأول عند هذا كبير، صغير عند الثاني ... هنا مربع وهناك مستدير؛
فالتفاصيل تختلف لكن المهم أن المساحة الكلية للورقتين متساوية...

وهكذا الإنسان فنحن كلنا سواء ( كلنا زى بعض) لكن التفاصيل مختلفة؛ فهذا أعطاه الله الصحة بدرجة كبيرة لكن قلل من ذكائه. وهذا لديه نسبة قليلة من الصحة إلا أنه متفوق في العلم أو الذكاء أو حب الناس أو أو أو...
ومن جديد فإن المسألة هي اختلاف التفاصيل فقط لكن في النهاية ( كلنا زى بعض) لأن الله من صفاته "العدل" فلن يحرم أحدا من كل النعم ويمنح آخراً كل النعم ... فتبارك الله أحسن الخالقين.


كلنا زي بعض ( محمد منير دويتو مع حنان ترك ).mp3

عفوا.. هل أنت معوق؟؟

لو سألنا أي شخص: "من هو المعوق؟" سيجيب على الفور: هو من "لا يستطيع" أن يرى أو "لا يستطيع" أن يمشى أو من "لا يستطيع" أن يسمع.... أي أن كل من "لا يستطيع" عمل شيء فهو معاق.

ولكن لو نظر كل منا إلى نفسه لوجد أن هناك أشياء "لا يستطيع" كل منا فعلها. مثلا هذا يرى ويسمع ويمشى على قدميه ويتمتع بالصحة لكنه "لا يستطيع" التفوق في الدراسة أو "لا يستطيع" أن ينال حب الناس أو أن يجيد لعبة ما ويتفوق فيها... ومن هنا فانه بتطبيق التعريف الشائع للـ "المعوق" سنجد أننا كلنا معوقين لأن هناك أشياء كثيرة لا يستطيعها كل منا.

وبنظرة إلى الجانب الآخر... إلى هؤلاء الذين نطلق عليهم – ظلما– وصف (معوق) نجد أن الآلاف منهم متميزون في مجالات عديدة فمنهم المفكرون والسياسيون والفنانون والمبدعون فى شتى المجالات . فهل (روزفلت) احد أهم رؤساء أمريكا يسمى "معوقا" لأنه كان غير قادرا على المشي؟ وهل المخترع (أديسون) الذي أفاد البشرية نسميه "معوقا" لأنه لا يسمع، تماما كالموسيقار (بيتهوفن)؟ وهل البطل المصري (خالد حسان) أول من عبر بحر المانش بساق واحدة في 1982 وغيره من الأبطال الذين يتحدون الأمواج لمسافة26 كيلومترا بيد واحدة أو رجل واحدة معوقون؟

هذا عن المشاهير لكن – صدقوني – في الحياة العادية نقابل كل يوم نماذج جميلة تقوم بما نعجز عنه جميعا.
فيا ليتنا نكف عن استخدام هذه الكلمة البغيضة فكما رأينا أنها كلمة ظالمة وبعيدة عن الحقيقة.

إلهي لا تعذبني


الهي! لا تعذبني،


فإني مقرُ بالذي قد كان مني!


فما لي حيلة، إلا رجائي لعفوك -إن عفوت- وحسن ظني


وكم من زلة لي في الخطايا، وأنت عليَّ ذو فضل ومنٍّ


إذا فكرت في ندمي عليها، عضضت أناملي، وقرعت ‏سني!




يظن الناس بي خيراً، وإني لشر الخلق، إن لم تعف عني




(أبو العتاهية )

06‏/05‏/2009

if



IF you can keep your head when all about you Are losing theirs and blaming it on you,

If you can trust yourself when all men doubt you,But make allowance for their doubting too;
If you can wait and not be tired by waiting,
Or being lied about, don't deal in lies,
Or being hated, don't give way to hating,
And yet don't look too good, nor talk too wise
If you can dream - and not make dreams your master

If you can think - and not make thoughts your aim;

If you can meet with Triumph and Disaster
And treat those two impostors just the same;

If you can bear to hear the truth you've spoken
Twisted by knaves to make a trap for fools,
Or watch the things you gave your life to, broken,
And stoop and build 'em up with worn-out tools

If you can make one heap of all your winnings
And risk it on one turn of pitch-and-toss,
And lose, and start again at your beginnings
And never breathe a word about your loss;
If you can force your heart and nerve and sinew
To serve your turn long after they are gone,
And so hold on when there is nothing in you
Except the Will which says to them: 'Hold on!'

If you can talk with crowds and keep your virtu
Or walk with Kings - nor lose the common touch
,if neither foes nor loving friends can hurt you,
If all men count with you, but none too much;
If you can fill the unforgiving minute
With sixty seconds' worth of distance run,

Yours is the Earth and everything that's in it,


And - which is more - you'll be a Man, my son!


دي قصيدة جميلة جداً للشاعر روديارد كيبلنج (على فكرة رغم إن القصيدة كلها معاني راقية بس الراجل ده كان من دعاة الاستعمار
والاحتلال وكده)

بالمناسبة اللغة العربية هي الأسبق في حكاية تعدد أفعال الشرط بجواب شرط واحد .. وعلى سبيل المثال سورة (التكوير) فيها 12 فعل شرط .. وجواب الشرط واحد "علمت نفس ما أحضرت" صدق الله العظيم


الكرسي اتسرق يا جدعااااااااان

معرفش ليه وأنا راجع من عند واحد صاحبي الساعة 2 صباحاً قررت إني أجري .. وفي شوارع القاهرة الجديدة جريت أكتر من نص ساعة.. وأنا فرحان بنفسي إذ فجأة الأرض انشقت عن سيخ تسبب في إني اتكومت على الأرض وركبتي اتجرحت.. جرح سطحي بس فظييييييييع



بعدها كنت لأول مرة أصلي وأنا قاعد.. في يوم دخلت المسجد وسحبت كرسي وخليته ف طرف الصف عشان أسجد وأنا قاعد

في الركعة الأخيرة وأنا واقف سمعت صوت ورايا بالظبط.. ثانية واحدة وفهمت اللى حصل..... كان في واحد من الوافدين الروس بيدرس ف الأزهر وبيجيب ابنو الأمور يصلي معاه.. زي القمر عندو سنتين

بس القمر ده استندل معايا وسحب الكرسي من ورايا وقعد عليه ولا قعدة الكاتب المصري .. وبكل براءة بيبص للكائن اللي وشو احمر من الغيظ والالم والحيرة (اللي هو أنا طبعاً) وولا هو هنا.. وكمان ايه؟ عمال يخبط على الكرسي كأنو بيغيظني



طبعاً الإمام مش هايستنى كل السيناريو ده .. ولو هو استنى كانت صلاتي هاتبوظ.. سجد مولانا الشيخ.. سجدت وأنا واقف وسلمت كأني باصلي صلاة جنازة..

اللي يشل إني بعدها بابص على المفعوص أبو عنين جرئية وملونة لقيتو عمال يضحك كأنو قاصد يعمل المقلب ده

الوقت اللى بعدو جبت كرسيين واديتلو واحد قبل ما نبتدي صلاه .. والطيب أحسن

هبه.. بالإيمان تقهر السرطان


بنوته ف خامسة ابتدائي ماسكة الجرنان وطايرة م الفرح لأن فيه صورتها تبع أوائل المحافظة.. يوم واتنين حست بصداع وووو طلع ورم ف المخ

دخلت دوامة العمليات والكيماوي بس من غير يأس.. تروح الجلسة وبعدين ترجع تذاكر.. ومن غير ما تروح مدرسة أو تاخد دروس جابت 95% في الإعدادية

دخلت علمي عشان تحقق حلمها إنها تبقى دكتورة وتتخصص ف الأورام.. ربنا كرمها وبنفس الطريقة جابت 96% (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) .. كالمعتاد مكتب التنسيق عملها دخلت علوم ومنها حولت لآداب إعلام

في كل ده هبه مفيش على لسانها إلا "الحمد لله" .. أما بتكون في معهد الأورام بتلف على زمايلها تشجعهم وبيفتكروها زائرة لغاية ماتقولهم إنها نزيلة
في امتحانات التيرم الأول سنة أولى زاد الألم وللأسف خدت جرعات كيماوي شبه عشوائية أثرت على أجهزتها وفضلت في دوامة لغاية ما اتعرضت على دكتور غير اللى متابعه معاه لأنه مسافر.. الدكتور اكتشف إن الورم راح من سنين وإنهم بيعالجوا كيس دهني في جذع المخ على إنو ورم!!!
قرر يعملها عملية بجهاز روبوت أول مرة يشتغل في مصر.. وعملتها.. بعدها بيومين .....................وقعت م الدور التاني
بس الحمد لله من غير ولا خدش.. بس الوقعة كانت سبب إنهم يكتشفوا غلطة ف العملية وعملوها تاااني مرة

الجميل إنها في اليوم اللى بعد ما شالت السلك على طول كانت في إفطار جماعي مع الأيتام ترفع من روحهم المعنوية
الأدوية كان ليها أعراض نفسية مش كويسة بس الحمد لله اتغلبت عليها

يوم ورا يوم رجعت هبه لدراستها.. وقررت تعمل أول تحقيق صحفي عن مستشفى 57357

طبعا الكل متخيل إنها هاتكتب فيها شعر.. بس للأسف هي ليها سؤال مشروع: إذا كانت كل مصر وأهل الخير في كل العالم ساهموا في المستشفى ليه مش الكل يقدر يتعالج ببلاش؟؟؟؟؟!!!!
يا ترى حد يقدر يجاوبها؟؟
إن شاء الله أما تخلص تحقيقها هانزلو هنا والكل يقراه ..وليس من رأى كمن سمع

حكاوي مدرس عنجليزي


"أنا مدرس".. حقيقة يفرضها الواقع رغم أن مهنة التدريس دوما أصفها بـ "أكرهها وأشتهي وصلها" : أكره فيها روتينيات معقدة فضلاًَ عن أمر واقع يجعل مدارسنا لا تمت للتعليم بأية صلة..



أما حبي بل عشقي لتلك المهنة فهو قديم حيث كنت أقوم بدور المعلم لصغار العائلة منذ كنت في الإعدادية.. واستمرت تلك "الهواية" لسنوات طوال إلا أنني كنت أريد لها أن تظل هواية ولا تدخل باب الاحتراف بأن تكون مهنة.

وبالفعل كنت أتهرب من أية مسابقة للتعيين كمدرس لأن شروطها دوماً كانت تجعلني من المقبولين بها.. إلى أن استجبت للوالد –رحمه الله- بالتقدم لمسابقة للتعيين بالأزهر في 2004.. وقد كان



وجاءت فرصة للعمل بالصحافة في مؤسسة صحفية دولية كبرى.. ولأن الكتابة والتحرير الصحفي هما عشقي الأكبر منذ الصغر لم أتردد خصوصاً أن العمل سيكون من القاهرة على أقصى تقدير دون الحاجة للسفر.

وحصلت على إجازة بدون مرتب استمرت ثلاثة أعوام من التدريس بالأزهر..



سبحان الله ..

رغم ضغوط العمل فوجئت بحنيني للتدريس يطفو من جديد فقمت بترتيب وقتي بحيث تكون فترة الصباح شاغرة.. وعملت بمعهد أزهري لغات وكان ابتدائي وهي المرحلة التي لم أدرس بها من قبل. وعلى تواضع إمكانيات المعهد –لأنه حكومي- فلا يزال له جزء كبير محفوظ في وجداني؛ فهو من التجارب الأهم في حياتي.. ولا أزال بعد خمس سنوات أتواصل مع أبنائي فيه.

ورغم ذلك رفضت الاستمرار وقررت خوض تجربة جديدة وكانت مدرسة لغات ضخمة فخمة لجميع المراحل. وكانت تجربة استفدت منها بالتعامل مع فئات وشرائح جديدة من المجتمع. ولله الحمد فقد كانت هناك مؤشرات نجاح لتلك التجربة ولا أزال أيضاً متواصلاً مع أبنائي فيها.



وفي تلك المدونة الكثير من حكاياتي عن تلك التجارب الجميلة..

أحكي فيها عن تلاميذ كنت أتخيل أنني –كمدرس- سأعلمهم لأكتشف أنني إن كنت علمتهم شيئاً فقد علموني أشياء وأشياء.

يذكرني حالي مع مهنة التدريس بأبيات الشاعر (إبراهيم ناجي) عن أسير الهوى الذي كان يدعو الله أن يخلصه ولما تخلص من هواه عاد إليه باختياره:

شكا أسره في حبـال الهوى وود على الله أن يعتقا

فلما قضى الحق فك الأسير حن إلى أسـره مطـلَقا



ويكفي أنني حين أعرف نفسي لأي شخص لا أذكر شيئاً عن الصحافة –رغم رونقها- بل أقدم نفسي كـ "فلان المدرس"



الخلاصة أن التدريس في قلبي.. ولكن ليس المهنة بل الرسالة..



أكاد أسمع سخرية البعض وتهكمهم لكن ليسخر من يسخر فهذه هي حقيقة شعوري نحو مهنة جعل الله أصحابها ورثة الأنبياء.