09‏/05‏/2009

حبيبتي... ماتت (نشرت في 2001)


كم أحببتها منذ صغري.. كنت أراها سبب البهجة في الكون كله؛ ليس لي أنا وحدي بل لكل البشر.. أحيانا كانت تغيب للحظات وكان الجميع يرى تأثير غيابها ويدعو الله سرعة عودتها.. لكن غيابها هذه المرة طال وسيطول فقد ماتت


كل يوم يموت لنا أحباء لا ننساهم بالطبع ولكن عجلة الحياة تلعب لعبتها ونتذكرهم عند رؤية شخص أو مكان أو أي شئ تربطه بهم ذكريات ولكن حبيبتي أراها في كل شئ جميل لأنها الجمال نفسه، أما وقد ماتت فأرى موتها في كل رديء ابتلانا الله به وما أكثر هذا حتى أنني أراه في كل لحظة:

أرى موتها في زمان أصبح فيه الحب سلعة وللأسف لا تجد من يشتريها،،

أرى موتها في كل موقف يؤكد أننا نعيش في "زمان فيه طيبة القلب بتتعيب"،،

أرى موتها في زاوية 180 يتم بها قلب كل شئ ويصبح الحرام البيّن حلال، والعكس.. ويصبح فيه الكذب والنفاق الرخيص هما الصدق وتتوه كل معايير منطقية ويصبح سفاسف الناس هم الأعلى مكانة،،

أرى موتها في أمم تقيم المشانق لانتقاد ما لمسئول لأنه عيب في الذات الملكية أو الرئاسية أو الأميرية، وتقيم المشانق أيضاً لمن يقف أمام من يسب الذات الإلهية،،


أتذكرها فأبكيها كثيراً فكم من مرة تكفلت هي بمنع العديد من تلك المهازل.. رحمها الله


أرى موتها -وهي رمز العفة- في بنات تخرجن من منازلهن في وجود أب وأخ (وربما بصحبتهم) وثمة مباراة غير معلنة بينهن لمن تخلع أكبر قدر من الملابس،،

أرى موتها في شباب لا هم له إلا نزواته إلا من رحم ربي،،

أرى موتها في فضائيات (أو قل فضائحيات) متخصصة في مناقشة هموم الشواذ ودعاة الفتن على كل المستويات،،


رحماك ياربي فكم كانت تتأذى من كل هذا ومنعه بقوة نحسدها عليها جميعا.. فمن لكل هذا بعدها؟!


أرى موتها في شعوب تنقل الأنباء تفاصيل سفه أثريائها المعدودين في حين تنام الغالبية من المعدومين ببطون فارغة،،

أرى موتها في ذمم خربة وضمائر نائمة لا توقظها إلا رائحة النقود أو كروت التوصية،،

أرى موتها في خبر شكر لشخص أعاد نقوداًَ ضائعة لصاحبها فقد أصبحنا في زمان نشكر فيه من يقوم بما هو واجب،،

أرى موتها في زمان أصبحت فيه الفتاوى الدينية بالريموت كنترول فبعض الفتاوى لها أسباب وخلفيات قد تكون أي شئ إلا مراعاة الله،،


ماتت.. اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكنّا نسألك اللطف فيه.. كيف سأعيش في غيابها.. بل كيف سيعيش العالم فأنا أرى أن بصماتها على الكون كله فكيف الحال بعد موتها؟


أرى موتها في موت فن راقٍ، وفي خروج ذوق رفيع بلا عودة، وفي ابتذال وإسفاف يتسيد مشهد حياتنا،،

أرى موتها في موت الاحترام لدى الصغير للكبير، وفي غياب رحمة القوي من البشر بالضعيف،،


طلبت فيروز ألا يسألوها ما اسمه حبيبها.. وقضى الرفاق وقتاً يتخيلون أسماء وأسماء إلا أن العندليب تعهد أن خفي هواها عن العيون.. لكني لن أفعل وسأخبركم باسم حبيبتي.. اسمها جميل رقيق اكاد أوقن أنكم لن تنسونه بل ستترحمون معي على موتها.. موت حبيبتي..

حبيبتي اسمها...

حمرة الخجل

فيا حمرة الخجل طال غيابك وما عدنا نحتمل.. فهل ستبعثين من جديد لتزينين ما شاه في عالمنا بغيابك؟!


هناك تعليق واحد:

  1. مدونة جميلة جدا بس تعالى نبص مع بعض على الحاجات الكويسة حنلاقيها كتير وفى ناس فى وسطينا بتعمل الخير وزى ما بيقولو بترميه فى البحر والله كتير بس هما عشان مش عوزين مقابل ما بيحولوش يلفتوا نظرنا تعالى ندور عليم

    ردحذف